كانت معاناة المرأة الصحراوية المحتجزة بمخيمات تندوف بالأراضي الجزائرية،وخصوصا المعاملة السيئة التي تقاسيها بسبب ظروف الحياة الصعبة والحرمان من أبسط الحقوق،كحرية التنقل والتعبير و التطبيب و التعليم و التغذية السليمة، حاضرة بقوة في أشغال المنتدى الدولي الرابع للمنظمات غير الحكومية حول الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمرأة الذي انعقد أخيرا بقصر الأممالمتحدة في جنيف بدعوة من منظمة (المنظمة الدولية للتواصل في افريقيا ودعم التعاون الاقتصادي الدولي) ،بحضور عدد من سفراء البعثات الدائمة للدول لدى الاممالمتحدة ، والرئيسة الحالية لمكتب المفوضية السامية للامم المتحدة لحقوق الانسان، اضافة الى ناشطين حقوقيين من مختلف ربوع العالم. وفي هذا السياق أشارت رويدا مرّوه الناشطة الحقوقية و المهتم بواقع المرأة في العالم العربي إلى ان الصحراويات داخل مخيمات تندوف، حيث تفرض جبهة البوليساريو سيطرتها التام على التنقل الداخلي والخارجي لساكنة المخيمات، يعانين من صعوبة في وصول المساعدات الانسانية الدولية إليهن، وسط غياب تام لامكانية وصول الاعلام التقليدي و الإلكتروني الى هؤلاء النساء لانصفاهن وايصال اصواتهن. ودعت الناشطة إلى رفع الصوت عاليا على الصعيد الدولي لتشكيل وسائل مساعدة وحماية طارئة لحماية النساء المعنفات في اماكن النزاعات،كما هو الشأن بالمرأة الصحراوية بمخيمات العار بتندوف، وفي ساحات التغيير في العالم العربي ،مشيرة الى ان النساء يتعرضن لكل انواع التعنيف وسط غياب الشعور لدى الراي العام باولوية البرامج والسياسات الوطنية الرسمية وغير الرسمية للتحرك لمناهضة كافة اشكال هذا العنف. و يذكر ان مروه قامت بتصوير واخراج وثائقي حمل عنوان "المخلوع" في صيف العام 2011 حول واقع حياة المرأة الصحراوية داخل مخيمات تندوف، حيث أجرت حوارات مع عدد من العائدين والعائدات من مخيمات تندوف، والذين التقتهم في مدينة العيون. وسجلت قصصهم ضمن عمل تسجيلي مدته 57 دقيقة تم عرضه في الرباط آنذاك وعدد من المحافل الدولية . وقد خرج المجتمعون في هذا المنتدى الدولي بتوصيات بخصوص وضعية حقوق المرأة الحالية ليتم رفع هذه التوصيات لاحقا الى المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الانسان لإصدار قرارات جديدة ملزمة للحكومات في ما يخص وضعية المرأة قانونا في مختلف الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. فبعد فضيحة التقرير الاولي لمنظمة "روبيرت كينيدي" الذي جاء منحازا للجبهة الانفصالية وبعد الممارسات الاقصائية التي مارستها "كيري كينيدي" في حق مجموعة من الاصوات المناهضة لسياسة البوليزاريو سواء في الاقاليم الجنوبية للمملكة أو بمخيمات تندوف، تأبى الصحافية والحقوقية اللبنانية رويدة مروّه إلا أن ترفع صوت النساء المحتجزات في مخيمات العار وتعبر عن معاناتهن في المنتدى الدولي الرابع للمنظمات غير الحكومية حول الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمرأة، والذي انعقد بقصر الاممالمتحدة في جنيف بين 5 و7 سبتمبر 2012. رويدة مروّه التي تعرف جيدا حجم المعاناة التي تجري هناك في مخيمات "الحمادة" جنوب غرب الجزائر، اختتمت كلمتها بالتذكير بوضع المرأة في المنطقة و استحضرت ضمنها نموذج انتهاكات حقوق المرأة الصحراوية داخل مخيمات تندوف، بسبب قمع جبهة البوليساريو وسيطرتها على التنقل داخل المخيمات وخارجها. وطالبت رويدة مروّه، التي سبق ان عبرت عن مواقف شجاعة تجاه قضية الصحراء المغربية وكشفت زيف الاطروحة الانفصالية، باعتماد سياسة دعم طارئ للنساء المحتجزات داخل تندوف وذاك اثناء حديثها عن واقع النساء في ظلّ الربيع الديمقراطي، وصعود الحركات الاسلامية في المنطقة وغياب امكانية وصول المساعدات الانسانية والتغطية الاعلامية الى داخل مخيمات تندوف وسط جماد تام في ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وتجدر الاشارة إلى أن رويدة مروّه سبق لها ان أخرجت فيلما وثائقيا بعنوان "المخلوع"، وهو إخراج مشترك لها مع الناشط اللبناني محمود فقيه ويتضمن شهادات حيّة لعائدين من مخيمات تندوف يروون قصص اعتقالهم السياسي وتعذيبهم النفسي والجسدي داخل سجون جبهة البوليساريو في مخيمات تندوف ضمن رؤية درامية مشوّقة... كما أشرفت رويدة على عمل آخر بعنوان "بهية" (25 دقيقة) وهو من إخراجها وعن فكرة لها، وقد تمّ تصويره داخل سجن رومية للنساء في لبنان (الفيلم يتضمن مشاهد تم التقاطها بشكل سرّي من قبل المخرجة لأنه لم يكن مسموحا تصوير الحديث مع السجينات داخل السجن) والفيلم هو مبادرة شخصية من المخرجة ويكشف الفيلم قساوة الظروف التي تقود المرأة للانحراف ودخول السجن وانتهاكات حقوق السجينات في لبنان والتمييز ووجود "المحسوبيات" داخل السجون فضلا عن غياب الاصلاح الحقيقي للسجينات.. وتشغل رويدا مروّه حاليا منصب المديرة التنفيذية "للمركز الدولي للتنمية والتدريب وحلّ النزاعات" في بيروت الذي ساهمت بتأسيسه أواخر العام 2010 وهو متخصص في رصد انتهاكات حقوق الانسان ونشر ثقافة العيش المشترك والإعلام التوعوي في أماكن النزاعات...