جرى يوم الأربعاء الماضي بالرباط، تقديم العرض الأول لفيلم وثائقي تحت عنوان "المخلوع"، يكشف فظاعة الأساليب التي تنهجها "بوليساريو" لزرع الخوف في نفوس المحتجزين بمخيمات تندوف. الدكتور عبدالفتاح البلعمشي أحد المتدخلين في الندوة ويعتبر هذا الفيلم، الذي أنتجه المركز الدولي للتنمية والتدريب وحل النزاعات (لبنان)، بدعم من "الشبكة الدولية للنشطاء المدنيين لدعم مقترح الحكم الذاتي"، مبادرة فردية شبابية من ناشطين لبنانيين، حاولوا تسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان داخل مخيمات تندوف منذ 36 عاما. ويناقش هذا الفيلم، وهو من إخراج اللبنانيين رويدا مروه ومحمود فقيه، قضية العائدين من مخيمات تندوف (جنوب غرب الجزائر)، وحالات التعذيب النفسي والجسدي، التي يتعرض لها معتقلو الرأي في سجون "بوليساريو" داخل تلك المخيمات، إضافة إلى ترحيل الأطفال بعيدا عن عائلاتهم، و"التعبئة السياسية والإيديولوجية"، وانتهاك حقوق النساء. وطيلة مدة عرض "المخلوع"، وهو العمل الوثائقي الأول للمركز الدولي للتنمية والتدريب وحل النزاعات، يسرد ستة عائدين من مخيمات تندوف، وهم سعداني ماء العينين، وربيعة الزوين، وأحمد خرّ، والنبط الريكاص، وداهي اكاي، وعبد الله ولد الزبير، قصص تعذيبهم في سجون "بوليساريو"، وحياتهم التي أمضوها داخل المخيمات قبل عودتهم إلى وطنهم المغرب. وفي هذا السياق، اعتمد فريق عمل الفيلم على مقابلات جرى تصويرها مع شخصيات الفيلم داخل مدينة العيون، كما أضيفت إلى الفيلم مشاهد ولقطات من الأرشيف حول قضية الصحراء المغربية، والتصريحات السياسية التي ارتبطت بالقضية، إضافة إلى الاعتماد على الموسيقى التصويرية، لإغناء المشهدية الدرامية للفيلم. ومن أبرز الحقائق التي يكشفها الفيلم، حسب وثيقة تعريفية به، أن جبهة "بوليساريو" تتوفر على مراكز اعتقال سرية للنساء والرجال من معتقلي الرأي والتعبير، إضافة إلى كشفه معاناة الصحراويين المحتجزين داخل مخيمات تندوف، جراء ظروف معيشية واقتصادية وتعليمية صعبة، وتعرضهم لعمليات "غسيل دماغ". وتضيف الوثيقة أن "التقارير الصادرة عن العديد من المنظمات الحقوقية الدولية تفيد بأن أكثر من 30 في المائة من الأطفال الصحراويين داخل المخيمات، المتراوحة أعمارهم ما بين 5 و15 سنة، يعانون من سوء التغذية، وأن أكثر من70 في المائة من الأطفال دون الخمس سنوات يعانون من الأنيميا (فقر الدم)". ويكشف الفيلم أيضا أن "بوليساريو" تسببت "في الكثير من المآسي للصحراويين، منها قطع الأرحام، من خلال نزع الأطفال داخل المخيمات من أحضان أسرهم، وتهجيرهم إلى كوبا، فمنهم من هلك هناك من الأسى، نظرا لصغر سنه وعدم تحمله لفراق والديه، إذ كانوا يقطعون كل صلاتهم بعائلاتهم الأصلية". كما "تفرض جبهة البوليساريو حصارا إعلاميا قويا على دخول الناشطين الحقوقيين والصحافيين إلى تندوف حتى لا يتسرب أي خبر بخصوص سجونها". ويعتبر "المخلوع" العمل الوثائقي الأول للمركز الدولي للتنمية والتدريب وحل النزاعات، حول انتهاكات حقوق الإنسان في العالم العربي، ويأتي كجزء من الحملة المدنية والإعلامية العربية، التي أطلقها المركز أواخر 2010، لرصد انتهاكات حقوق الأطفال والنساء في أماكن النزاعات. ويعتمد الفيلم على نمط السرد بالنسبة للشخصيات، مع بعض المشاهد التمثيلية لإعادة تمثيل بعض القصص الواردة فيه.