أقرت جبهة الانفصاليين أخيرا و بعد أشهر من التحايل و التعتيم بوجود عدد من المجندين الصحراويين من مخيمات تندوف بتنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامي و جماعة التوحيد و الجهاد بغرب إفريقيا المنشقة عنه . و دإبت قيادة البوليساريو على نفي أي صلات لها مع الارهاب و الجماعات الارهابية على الرغم من التقارير المفصلة التي أكدت في أكثر من مناسبة علاقة إنفصاليين بالعديد من العمليات الارهابية و صفقات تهريب السلاح و المخدرات بمنطقة الساحل المحيطة بمخيمات تندوف . و بعد أن كان قد أكد قبل أشهر في أعقاب عملية الرابوني التي تم خلالها إختطاف رعايا غربيين من قلب المجمع الاداري للجبهة الانفصالية بضواحي تندوف أن المعلومات التي تتحدث عن تورط صحراويين لا أساس لها من الصحة بل ووجه مباشرة مسؤولية حادث الاختطاف الى جهاز المخابرات المغربية , عاد ما يسمى بوزير دفاع الانفصاليين المدعو البوهالي و تحت ضغط و دقة التقارير الاستخباراتية الاسبانية ليعترف للمبعوث الخاص لصحيفة أ.ب .س عن وجود ما بين 20 و 25 صحراوي منحدر من مخيمات العار مجندين و موزعين على مجموعتين تدينان بالولاء للتنظيمين الارهابيين النشيطين بالمنطقة و تأتمران بأوامره . و تأتي تصريحات البوهالي الصحراوي المزور على إعتبار أصوله الجزائرية غير القابلة للتشكيك باعتباره طرد من الجيش الجزائري في بداية السبعينات قبل أن يلتحق بجبهة الانفصاليين و يتقرب من زعيمها حتى تدرج في المناصب القيادية , تأتي هذه التصريحات / الاعترافات لتفند بالمرة تطمينات قدمها أول امس قيادي آخر بالبوليساريو الى ممثلي جمعيات إسبانية مفادها أن الجبهة الانفصالية لها قناعة راسخة بأنه من الآن فصاعدا لن تكون هناك "لا هجمات و لا ضربات مباغتة و غادرة للإرهاب" في مخيمات تندوف . و بين تبادل أدوار التعتيم و التحايل و التصريحات الكاذبة و المتناقضة للقياديين الانفصاليين تبرز ورطة هذه القيادة المصدومة بقرار حكومة مدريد ترحيل رعاياها من المخيمات و ما تبعها من توقف الاعانات الموجهة الى المخيمات و هو ما أسفر عن وضع إنساني مأساوي بكل ما تحمله الكلمة من دلالات حيث تؤكد المعطيات الواردة من عين المكان أن مخازن الأغدية لا تتوفر على إحتياطي غدائي يغطي حتى نصف شهر من حاجيات الصحراويين المحاصرين بمخيمات العار , و تؤكد ذات المعلومات أن المجاعة تضرب بقوة وسط المخيمات و قد أضحت أثارها بادية للعيان حيث سجلت خلال الأسبوع وفيات وسط أطفال نتيجة سوء التغدية . إعتراف وزير دفاع المراكشي بتغلغل الارهاب الى قلب مخيمات تندوف يندرج ضمن تكتيك للجبهة الانفصالية يهدف الى إمتصاص صدمة القرار الاسباني و الالتفاف عليه في محاولة لاستجداء الجمعيات الاسبانية المانحة الى تخصيص إعانات إنسانية مستعجلة للمخيمات قبل أن تتطور أزمة المجاعة المتفشية الى تمرد إجتماعي داخلي بدأت بوادره تتأسس و شروطه تنضج و هو ما سيؤدي دون شك الى دق آخر مسمار في نعش الجبهة الانفصالية المتهالكة .