إحتجاجا على محاولات قمع حرية التعبير وأخونة الإعلام وهيمنة مجلس الشورى على ملف الصحافة في "مصر" والسيطرة والوصاية على الصحافة والإعلام المملوك للشعب المصري كما كان يفعل الحزب "الوطني" التابع للرئيس المخلوع "حسني مبارك"، وأطل على المصريين صباح يوم أمس الصحف القومية والمستقلة بمساحات بيضاء في مقالات الرأي والكتاب. وقد حجبت الصحف المستقلة الصادرة صباح يوم أمس مقالات كبار الكتاب الصحفيين.. ومن أبرز الصحف المشاركة: "الأهرام" و"الجمهورية" و"اليوم السابع" والتحرير" و"الوطن" و"المصري اليوم". وكما نشرت جريدتنا "العلم" سابقا أن عدد من رؤساء تحرير الصحف القومية والحزبية والمستقلة قد عقدوا اجتماعا مساء الأربعاء لمناقشة الأزمة التي تتعرض لها الصحافة القومية، ودعا المجتمعون أعضاء مجالس إدارات الجمعيات العمومية للصحف القومية المنتخبين وأعضاء مجالس إدارات المؤسسات القومية هيئة مكتب المجلس الأعلى للصحافة لاجتماع طارئ في 48 ساعة، بالإضافة إلى دعوة الصحفيين والإعلاميين والحريصين على حرية الرأي والإعلام بالجمعية التأسيسية للدستور لتعليق عضويتهم بالجمعية. ومن يومها قرر رؤساء التحرير المجتمعين ورؤساء القنوات الفضائية والنقابيين والإعلاميين، مخاطبة المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بحرية الصحافة والإعلام، لكي تتضامن مع الصحفيين والدفاع عن حرية الصحافة والإعلان. وقال الكاتب "جمال فهمي" وكيل أول نقابة الصحفيين والذي غاب عن كتابة مقاله اليومي "شكل للبيع"، أن هذه المساحة البيضاء التي تركها في جريدة "التحرير" جاءت "قرفا" واحتجاجا على التوريث الذي لم يسقط بسقوط المخلوع ونجله، ولكن جماعة الإخوان المسلمون تحاول الآن إحياء رمته بعد أن أصابها العمى والغرور، فباتت تظن أن بمقدورها وراثة "مصر" كلها شعبا ومقدراته. وأضاف "أن هذا احتجاج ضد سطوهم على الصحف ووسائل الإعلام العامة المملوكة للشعب المصري تماما كما كانت تفعل عصابة المخلوع قبل الثورة". وفي صحيفة "المصري اليوم" امتنع كل من الكاتب "محمد أمين" و"محمد سلماوي" و"عمود نيوتن" عن كتابة مقالاتهم.. وفيما كتب "سلماوي" و"أمين" رسالة أكدوا فيها أن هذا الإمتناع يأتي احتجاجا على إعلان جماعة الإخوان الحرب على الصحافة القومية وقرارات مجلس الشورى كتب صاحب مقال نيوتن "لست صحفيا ولست كاتبا محترفا.. أنا مجرد هاو أنثر الخواطر هنا لكنني تضامنا مع الصحافة المصرية أحجب مقالي اليوم مشاركة مني لكل كتاب الأعمدة الذين أعلنوا الإحتجاب اعتراضا على تقييد الإخوان لحرية الصحافة". فيما ترك الكاتب "عمر طاهر" رسالة لقرائه "ممتنع عن الكتابة احتجاجا على تدخل مجلس الشورى في اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية". وفي صحيفة "الوطن" امتنع كل من الدكتور "عمار علي حسن" و"عمرو حمزاوي" و"خيري رمضان" والدكتور "محمود خليل" و"معتز بالله عبد الفتاح" ورئيس تحريرها "مجدي الجلاد" عن كتابة مقالاتهم اليوم تضامنا مع الصحافة ضد محاولات الأخونة.. وترك كتاب "الوطن" رسالة موحدة "هذه المساحة بيضاء احتجاجا على محاولات الإخوان السيطرة على الصحافة القومية ومؤسسات الإعلام العام المملوكة للشعب المصري كما كان يفعل حزب المخلوع. ولم تشارك صحيفة "الشروق" في حملة الأعمدة البيضاء. جدير بالذكر أن مجلس الشورى أعلن أسماء رؤساء تحرير الصحف القومية الجدد أول أمس، وفي الجلسة قال "فتحي شهاب" رئيس لجنة الثقافة والإعلام ورئيس لجنة اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية، في بيان، إن الأسماء تم اختيارها وفق المعايير والضوابط التي وضعها المجلس بعد مناقشات مع أساتذة الإعلام ونقابة الصحفيين. وكانت قد نفت "جماعة الإخوان" مؤخرا وجود أي نية لديها للسيطرة على الصحف القومية موضحة أنها لا دخل لها في اختيارات قيادات تلك الصحف وأن الأمر متروك لمجلس الشورى الذي استشار عدد من القيادات الصحفية من التيارات السياسية المختلفة في تلك التعيينات.