أدلي الاميركيون باصواتهم ، أمس الثلاثاء ، لاختيار رئيسهم ال44 في انتخابات تاريخية يمكن ان تحمل اول رجل اسود الى الرئاسة في تاريخ الولاياتالمتحدة هو الديموقراطي باراك اوباما ، الذي تشير استطلاعات الرأي الى تقدمه على الجمهوري جون ماكين. وامام حوالى تسعين الف شخص ، تجمعوا مساء الاثنين ، في ماناساس (فرجينيا شرق), شجع اوباما انصاره على ""عدم التباطؤ او التوقف ولو لساعة او حتى لثانية"" قبل انتهاء الانتخابات. وفي مبادرة غير اعتيادية عبر عن شكره للصحافيين الذين تابعوه طيلة21 شهرا في الحملة ""لتفهمهم"" على الرغم من ""بعض الخلافات الصغيرة"". وشهد اليوم الاخير من الحملة حدثا محزنا في معسكر الديموقراطيين. فقد اعلن اوباما وفاة جدته لامه ، مادلين دانهام ، عن86 عاما. والمرشح الديموقراطي ، مولود لاب كيني، وام اميركية بيضاء. وكان قطع ، قبل ايام، حملته ليعود جدته في هاواي. وقد تولت هذه السيدة تربيته منذ سن العاشرة بينما كانت والدته تعمل في اندونيسيا. وخلال تجمع انتخابي في كارولاينا الشمالية (جنوب شرق) , لم يتمكن اوباما ، الذي بدا عليه الحزن الشديد, من تمالك نفسه ، وبكى امام مؤيديه. من جهته, اكد ماكين في تجمع قرب لاس فيغاس (نيفادا, غرب) ""لا تقطعوا الامل ، كونوا اقوياء ، وكونوا شجعانا، وقاتلوا"". وبعد ان زار سبع ولايات , قرر المرشح الجمهوري ، في اللحظة الاخيرة ، التوجه الى كولورادو (غرب) ونيومكسيكو (جنوب غرب), الولايتان الجمهوريتان اللتان يمكن ان تغيرا توجههما. وسيرث الرئيس المقبل وضعا اقتصاديا مأساويا. فالولاياتالمتحدة على شفا ركود ، وتشهد ازمة مالية غير مسبوقة منذ ازمة عام1929 . ويمثل المرشحان جيلين مختلفين. فاوباما يبلغ من العمر47 عاما ، وماكين 72 عاما. والقيم التي يدعو اليها كل منهما وآراؤهما مختلفة تماما ، وان كان كل منهما يتحدث عن التغيير. وما زال العامل العنصري مجهولا اكبر في الاقتراع الذي يفترض ان يتسم بمشاركة كبيرة في التصويت. وقدر خبراء عدد الذين سيدلون باصواتهم ، بما بين130 مليون ناخب و135 مليونا ، مقابل120 مليون ناخب في2004 ، و105 ملايين في2000 . ويأمل الديموقراطيون في الاستفادة من هذا الحماس خصوصا بفضل السود الذين يقومون بتعبئة لا سابق لها وراء المرشح الديموقراطي ، والشبان الذين يقترعون للمرة الاولى. ويعول الجمهوريون على عدد من الناخبين الذين ما زالوا مترددين لعكس الاتجاه ، وضمنيا على تصويت برفض اوباما. وسمح بالتصويت المبكر في حوالى ثلاثين ولاية. واشارت دراسة لجامعة جورج ميسون ، الى ان اكثر من29 مليون ناخب ، معظمهم ديموقراطيون ، انتهزوا هذه الفرصة قبل أمس الثلاثاء. ووعد اوباما بخفض الضرائب المفروضة على الموظفين الاميركيين بنسبة95 % ، واتباع سياسة شاغال كبرة للبنى التحتية ، وتأمين تغطية صحية للجميع. اما ماكين ، فيريد الابقاء على خفض الضرائب المفروضة على الجميع بما في ذلك المداخيل الكبيرة. وعلى الصعيد الدولي, وعد اوباما بسحب الجنود الاميركيين من العراق بشكل ""مسؤول"" خلال مهلة16 شهرا وتركيز الجهود على مكافحة تنظيم القاعدة. اما ماكين فقد قال ان الجنود الاميركيين لن يغادروا العراق قبل تحقيق النصر الذي اصبح ""قريبا"" على حد قوله.