ابتسم الحظ للمنتخب الوطني للمحليين في كرة القدم بالفوز في المباراة النهائية للبطولة العربية بانتصاره على المنتخب الليبي وعودته بكأس بطولة العرب. وجاء هذا الفوز بفضل الضربات الترجيحية بعد أن انتهت المباراة بالتعادل، إصابة في كل شبكة، وهو ما يعني أن الفوز لم يكن سهلا بل نتيجة معاناة تحملها اللاعبون من الجانبين.. وبدا أن الجماهير المغربية، رغم عشقها لكرة القدم، لم تهتم أصلا بهذه المباراة ولا بالنتيجة التي آلت إليها، وهو الفتور الذي أخذ مأخذه من نفوس وطموحات عشاق الكرة بالمغرب نتيجة كثرة الاحباطات والكبوات وتسلط المسيرين. ومع ذلك أفرزت المقابلة محظوظين لا ثالث لهما الأول هم لاعبو الفريق وهو شيء بديهي والثاني هو المدرب الظاهرة غيريتس الذي لم تسعه الدنيا من الارتياح والفرحة لنتيجة المباراة التي لعب فيها الحظ دوره. وهكذا لاحظنا المستر غيريتس فرحا جذلانا كما لم نره منذ مدة طويلة. فنتيجة هذه المباراة كانت بمثابة حل لورطته وفشل في تحقيق طموحات المغاربة الذين يطالبون بإبعاده واستبداله بمدرب وطني يتقد غيرة على الوطن. كما أن نتيجة هذه المباراة جاءت في اعتقاده لفك حصلته مع المسؤولين المغاربة ومع البرلمان المغربي الذي يطالب بالكشف عن أجرته وإخضاعها للضريبة كسائر المغاربة. إذن فيمكن القول إن الرابح الأول والأخير في هذه المباراة هو المدرب المستر غيريتس الذي ربما يعتقد أن نتيجتها ستصالحه مع المغاربة وإنها ستعمل على تمديد إقامته بالبلاد والتبرع على حساب ما يجنيه من أرباح لا يريد الكشف عنها ولا أداء الضريبة عليها. إن الحظ قد يأتيك مرة ويوليك ظهره مرات.. ومن الخطأ اعتبار نتيجة هذه المباراة بمثابة براءة ذمة المدرب غيريتس، فالمغاربة يعرفون من أين تؤكل الكتف.