قد يكون من الضروري البحث عن رأس الخيط لفهم ما يجري وما يدور والإحاطة بكل المشاكل المطروحة، عوض من أن ندفن رؤوسنا في قوالب جامدة وعموميات لا تفعل أكثر من تكريس جانب الغموض المحيط بنا من كل جانب. فقد أعلن السيد نبيل بن عبد الله وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة عن إحداث لجنة حكومية برئاسة رئيس الحكومة قصد القيام ببحث في المباني المهددة بالانهيار، وذلك عقب فاجعة الانهيار الذي تعرض له منزل بحي سيدي فاتح في المدينة القديمة للدار البيضاء وأسفر عن مقتل أربعة أشخاص. فهل يكفي إحداث لجنة حكومية لدراسة وبحث أسباب ومسببات مثل هذه المأساة التراجيدية.. مع اننا نعرف أنه حين نرغب في إقبار مشكل ما تحدث له لجنة.. حتى أصبحت مشاكلنا تقاس بعدد اللجن التي نحدثها لعلاجها أو لإقبارها على حد سواء. قد تكون للجنة الحكومية منطلقات جديدة في هذا الشأن، لكن لا يمكنها استبعاد آراء الناس ومنهم من يقدم حياته كضحية مفترض لمثل هذه الكوارث، كما لن نعتمد أسلوب الغوغائية في الدفع بالقول ان اللجن الحكومية تجهل الواقع، ولا تعرف ما يقوله الناس وما يتداولونه في مجالسهم عن مسؤوليات تعفنت وأعطت رائحة كريهة شبيهة برائحة الموت الذي كان يتربص بضحايا الأربعاء الأسود.