وقع رئيس مجلس النواب كريم غلاب مؤخرا مع رئيس الجمعية الوطنية بكيبيك جاك شانيون بمونريال على اتفاق لإحداث لجنة برلمانية دائمة بين المغرب ومقاطعة كيبيك تنص بالخصوص على بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي. وقال غلاب في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب مراسيم التوقيع إن اللجنة ستمكن من إرساء التعاون البرلماني بين الجانبين ووضع برنامج عمل وخارطة طريق لمؤسستيهما التشريعيتين من خلال تحديد حاجيات وأولويات كل طرف . وأضاف أن برنامج العمل، الذي أعده ستة عشر برلمانيا، ثمانية من المغاربة وثمانية من كيبيك، سيتناول مختلف القضايا، خصوصا تبادل الخبرات والتجارب ومشاركة المرأة والشباب والمجتمع المدني في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى تبادل الزيارات لتعزيز التعاون بين البرلمانيين معتبرا أنه يمكن للتجربة البرلمانية الكبيرة في كيبيك أن تساعد المغرب لايجاد سبل تعزيز الممارسة البرلمانية. وأشار غلاب في كلمة ألقاها قبل حفل التوقيع على الاتفاقية إلى رؤية المغرب وجهوده لتكريس سيادة القانون والديمقراطية. وذكر أمام عدد من البرلمانيين والسياسيين في كيبيك بالإصلاحات البرلمانية التي شرعت فيها المملكة عقب اعتماد الدستور الجديد الذي عزز من صلاحيات السلطة التشريعية خصوصا في مجال مراقبة العمل الحكومي مستعرضا بهذا الخصوص مختلف المشاريع التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس والتقدم الذي تحقق في مختلف المجالات. وتطرق في هذا الإطار إلى مدونة الأسرة الجديدة معتبرا أن «هذا النص يهدف إلى زيادة حماية حقوق المرأة والطفل، مع الحفاظ على وحدة وتماسك الأسرة» وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان وإحداث المجلس الوطني لحقوق الإنسان إضافة إلى التجربة الفريدة التي شهدتها المملكة بإنشاء هيئة الإنصاف والمصالحة. ومن جهته أعرب رئيس الجمعية الوطنية لكيبيك جاك شانيون استعداده لتمكين المغرب من الاستفادة من تجربة كيبيك مشيدا في نفس السياق بالتقدم الذي أحرزته المملكة في مختلف المجالات تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس. وبعد أن وصف المغرب بكونه نموذجا في العالم العربي والإسلامي وأنه مثال في التسامح والانفتاح قال إن كيبيك ترحب بالتعاون البرلماني مع المملكة، والذي «سيتعزز مع التوقيع على اتفاق لإنشاء لجنة برلمانية دائمة بين المغرب وكيبيك». أما السيدة فاطمة هدى بيبين النائب الأول لرئيس الجمعية الوطنية لكيبيك، البرلمانية عن منطقة لابنيير، فرحبت بالتوقيع على الاتفاق معربة عن الأمل في أن «يلقى العرض المؤسساتي لكيبيك صدى إيجابيا_ وأن نستطيع مواكبة دعم المغرب في مسيرته نحو الديمقراطية «. وذكرت بمختلف المشاريع التي أنجزت أو يجري تنفيذها حاليا في المغرب، مستعرضة«التجربة المغربية التي يقودها جلالة الملك لتعزيز المسلسل الديمقراطي التي تم تبنيه وفقا لقيم الانفتاح والتسامح والتعايش». وحرصت السيدة فاطة هدى بيبين، المنحدرة من أصل مغربي، على التأكيد بشكل خاص على التقدم الذي أبداه المغرب في مجال المساواة بين الرجل والمرأة. ويضم الوفد البرلماني المغربي، إضافة إلى غلاب كلا من عبد العزيز العمري رئيس فريق حزب العدالة والتنمية في مجلس النواب، وشفيق الرشادي رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار في المجلس. وتعتبر هذه أول زيارة رسمية للسيد غلاب إلى كيبيك منذ انتخاب مجلس النواب الجديد بعد الانتخابات التشريعية في نونبر 2011 التي أجريت بعد المصادقة على الدستور الجديد.