بحث رئيس مجلس النواب كريم غلاب، أول أمس الثلاثاء في الرباط، مع نائبة رئيس الجمعية الوطنية بكيبيك فاطمة هدى بيبان، امكانية إحداث لجنة برلمانية مشتركة بين مجلس النواب والجمعية الوطنية للكيبيك. كما بحث الجانبان آفاق التعاون بين المؤسستين البرلمانيتين وتفعيل مذكرة التفاهم التي سبق للمجلسين أن وقعاها في غشت 2011. وذكر بلاغ لمجلس النواب أن فاطمة هدى بيبان سلمت لغلاب دعوة رسمية من رئيس الجمعية الوطنية للكيبيك جاك شانيون لزيارة الكيبيك. وكشفت بيبان، في تصريح للصحافة عقب الاجتماع، أنها اقترحت على غلاب التعاون بين الجانبين من خلال تبادل الخبرات والزيارات البرلمانية، مضيفة أن الجمعية الوطنية في كيبيك عبرت على الدوام عن مصلحتها في «تعزيز التطور الديمقراطي في المغرب». وقالت إن الطرفين ناقشا أيضا «إمكانية إنشاء لجنة مشتركة بين المغرب ومقاطعة كيبيك لإرساء التعاون الثنائي «معتبرة أن فلسفة الجانبين حول التعاون «تقوم على التجارب المشتركة». وأضافت أن الجمعية الوطنية بكيبيك تضع «رهن إشارة مجلس النواب المغربي الأدوات التي يحتاجون إليها» قائلة إنه «في الوقت نفسه نحن نطلع من خلال نظرائنا المغاربة على الوضع السياسي بالمغرب وفي العالم العربي والإسلامي». ومن جهة أخرى أعربت المسؤولة الكيبيكية، المنحدرة من أصل مغربي، أنها فخورة بمعاينة «الإرادة المعبر عليها على أعلى مستوى من قبل جلالة الملك محمد السادس خصوصا مع الدستور الجديد الذي تم إقراره في يوليوز الماضي، والتي شكل قفزة نوعية هامة للغاية». وقالت «أنا فخورة جدا أن نرى أن المغرب سلك طريق الديمقراطية، وإنني متحمسة جدا للعودة إلى العمل والتعاون مع البرلمان (المغربي)، ومساعدة المملكة على نهج الديمقراطية». ومن جهته أكد غلاب، في تصريح صحفي أن الغرض من الاجتماع هو تنفيذ اتفاقية للشراكة، الموقعة عام 2010 بين المغرب وكيبيك، والتي تنص على تبادل أفضل السبل وكذا التعاون الاستراتيجي. وذكر أنها المرة الأولى التي توقع فيها كيبيك مثل هذه الاتفاقية مع دولة عربية وإسلامية وافريقية خارج نطاقها التقليدي الأنغلو ساكسوني، والأوروبي مشددا على أن هذا الاتفاقية «مهمة جدا» على المستوى السياسي وفيما يتعلق بالتقارب والتبادل الثقافي والتفاهم المتبادل. وأضاف أن المغرب يرمي من خلال هذه الاتفاقية إلى تطوير إحدى تطلعاته المتمثلة في انفتاح البرلمان على المواطنين مبرزا في هذا الصدد التجربة الغنية التي تتمتع بها كيبيك من حيث الانفتاح على عوالم المدرسة، والجامعة، والمجتمع المدني، إضافة إلى مختلف الأدوات لتمكين المواطنين من التفاعل مع المؤسسة التشريعية. وتقود بيبان في زيارتها إلى المغرب التي تستمر إلى غاية 16 مارس الجاري، وفدا من الجمعية الوطنية يتكون من الأمين العام ميشال بوسانت ومدير العلاقات البرلمانية والدولية دومينيك توبان.