تحل الذكرى الثامنة والثلاثون لوفاة زعيم التحرير علال الفاسي في وقت تتجدد فيه قيمة الأفكار التي دعا إليها وعاش مدافعا عنها مبشرا بها، وتتزايد الحاجة إلى سلوك المنهج الاستقلالي الذي سار عليه ولم يحد عنه قيد أنملة، طوال حياة نضالية عديمة المثال، ارتقى بها إلى ذروة القادة المناضلين والرواد المجاهدين والمفكرين الأحرار، الذين ضحوا من أجل شعوبهم، فكانوا نموذجا في التضحية وصدق الولاء، وفي إخلاص العمل في سبيل تحرير الأوطان واستقلالها وتقدم الشعوب والنهوض بها. إن المرحلة الحالية التي يمر بها المغرب والتي تمر بها الأمة الاسلامية والعربية قاطبة تستدعي الرجوع إلى فكر الزعيم الخالد علال الفاسي وفلسفته التي جمعت بين التنظير الواعي وإنتاج الأفكار الرائدة، وبين تنفيذ البرامج الوطنية وتطبيق النظرية في الواقع المعيش لقد كان الشعار الذي رفعه علال الفاسي منذ وقت مبكر، »مواطنون أحرار في وطن حر«، معبرا أقوى تعبير ما يكون التعبير عن الفلسفة السياسية والأفكار المذهبية التي تشبع بها وعبر عنها في مواقفه الوطنية وفي نضاله الاستقلالي، فالحرية هي الأساس في بناء الأوطان وهي حجر الزاوية في بناء الدولة العصرية، وهي العمود الفقري للنظام الديمقراطي الذي يؤسس لدولة القانون والمؤسسات ويفجر طاقات الشعب للإندماج في الحياة السياسية بوعي رشيد، وللمشاركة بفعالية وجدية في العمل الوطني من أجل تعزيز المكاسب الديمقراطية وحمايتها وإقامة الأسس القوية للتقدم المطرد في مجالات البناء الاقتصادي والنماء الاجتماعي، وترسيخ مفاهيم المواطنة وتقوية الإنتماء إلى الوطن والولاء لمقدساته.