في بادرة هي الاولى من نوعها مند تاسيسه نظم الاتحاد العام للمقاولات والمهن حفلا تكريميا لمؤسسيه ورواده الذين ساهموا في بنائه واشعاعه والدفاع عن مصالح الصناع و الحرفيين و التجار الصغار والمتوسطين على امتداد تاريخ المغرب المستقل في الوقت الذي كانت فيه تلك الفئات والشرائح تشكل قاعدة الهرم في التشكيلة الاجتماعية الانتاجية والدورة الاقتصادية للاقتصاد الوطني وتلعب دورا صامتا في التشغيل الذاتي وتشغيل الاخرين وخلق الثروة وذلك في زمن لم يبرز فيه بعد الاهتمام بمفهوم المقاولة الصغيرة والمتوسطة و المقاولة جد الصغيرة مثل ماهو عليه الامر الان . وبعد ترحيب الرئيس الحالي للاتحاد السيد منصف الكتاني ; الذي لعب دورا بارزا في تنظيم هذا الحفل التكريمي; بحضور الرؤساء السابقين والمؤسسين باستثناء السيد مصطفى حنين الذي حال مانع طارئ دون حضوره اعطى الكلمة بعد ترحيب خاص للرائد الكبير للاتحاد واحد رؤسائه السابقين البارزين الاستاذ عبد الحق التازي والذي استهل كلمته بتوجيه الشكر الى المكتب التنفيدي للاتحاد ورئيسه مبديا سعادته بحضور الوجوه الشابةالجديدة التي التحقت بالاتحاد كما شكر كلا من الرئيسين السابقين محمد الداحمي وعبد الله اليعقوبي على مجهوداتهم الشاقة وعلى الدور الذي لعبانه في استمرار الاتحاد العام للمقاولات والمهن وكذا جميع الذين لعبوا دورا في تطور المؤسسات النقابية والاتحادات المهنية واستمرارية الاتحاد الذي كان لبنة للمرحوم الزعيم علال الفاسي والذي اشرف بنفسه على تاسيس اول نقابة مهنية لصيادي سمك الشابل بمدينة القنيطرة قبل نفيه من طرف سلطات الاستعمار الفرنسي. واعتبر الرئيس عبد الحق التازي بان المقاولات هي العمود الفقري للاقتصاد الوطني وان ادوارها كانت وما زالت مهمة وهو ما يتعين على الاتحاد الانصات الى هموم المهنيين وحل المشاكل بين المقاولات والادارات خاصة بعد فشل الشباك الوحيد وايضا المشاكل الموجودة بين الابناك والمقاولات والتي تطرح على الابناك مسؤولية مساعدة المقاولات جد الصغيرة والصغيرة والمتوسطة مبينا الدور السلبي لاحتكارات الابناك في النظام المالي الراسمالي العالمي التي تسعى نحو نسبة فائدة او ربا غير مقبولة والتي تؤثر سلبا على المقاولات وتهدم اقتصاديات العديد من الدول بما فيها الولاياتالمتحدةالامريكية نفسها – مضيفا – بان الامر اصبح يفرض في المغرب العمل على اصلاح النظام المالي. وبخصوص المشاكل مع الجمارك والتصدير اعتبر السيد عبد الحق التازي بان المقاولات المغربية مازالت ضعيفة رغم تصدير البعض منها للمواد الفلاحية و الصيد البحري مبديا اسفه في ما يتعلق بحدف وزارة التجارة الخارجية والحاقها بوزارة الصناعة والتجارة . وفيما يتعلق بحصيلة عمل الاتحاد اعتبرها الرئيس عبد الحق التازي ايجابية بحيث ان الاتحاد تم انصافه و اصبح ممثلا في المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي ظهر الى حيز الوجود في زمن الولاية الحكومية التي تراسها حزب الاستقلال , حاثا في نفس الوقت الاتحاد على التواجد في الحوار الحكومي بناء على تمثيليته والمقاولات الوازنة المنضوية تحت لوائه وعلى ضرورة تكثيف جهوده على المستوى التنظيمي من اجل التواجد في جميع الجهات والمدن الكبيرة والمتوسطة والصغيرة وفي العالم القروي خاصة ان المغرب مقبل في الامد القريب على الجهوية الموسعة وكذا العمل على ربح رهانات التشغيل الذي يظل هو الهدف الاول للاقتصاد الوطني المغربي ومساعدة الشابات والشباب على اقامة مشاريعهم المدرة للدخل ومواكبتهم في انشاء مقاولاتهم والتدبير وتنمية القدرات فعدم التشغيل يتحول معه الفقر الى كفر مع انتشار الجريمة والرعب والمخدرات ويقوي اسباب انعدام الامن والاستقرار كما على الاتحاد ان يخلق مدرسة لمحاربة الامية في صفوف اعضائه من الحرفيين والصناع وتكثيف الجهود من اجل ضمان التغطية الصحية سواء من خلال البرامج التامينية او من خلال برنامج التغطية الصحية راميد . وبمناسبة الذكرى 38 لوفاة المرحوم الزعيم علال الفاسي ذكر بمبادئه التربوية المرتكزة على الدين الاسلامي الحنيف وتطبيق « قانونه الاساسي « الذي هو لاضرر ولا ضرار والصدق واحترام الكلمة واقامة الوزن بالقسط وعدم الخسران في الميزان والايفاء في الكيل والحرص على الوزن بالقسطاس المستقيم وعدم الغش وان الاتحاد ليس لا مع الراسمالية ولا مع الشيوعية التي اثبثت فشلها وانما مبادؤه مستمدة من التعادلية الاقتصادية والاجتماعية . ومن جهته عبر الرئيس السابق السيد عبد الله اليعقوبي عن شكره للاتحاد ولرئيسه على بادرة التكريم وربط الماضي بالحاضر والرواد الاوائل بالشباب الحالي الذي يتحمل المسؤولية مشيدا بالتربية الوطنية والوقوف ضد التطرف وكل ما هو سلبي ومنوها في نفس الوقت بعمل السيد منصف الكتاني الرئيس الحالي للاتحاد وفريقه الذي ورث مرحلة معينة واستطاع تحقيق العديد من الامور متمنيا له الاستمرار على راس الاتحاد. واعتبر السيد محمد الداحمي الذي تحمل هو الاخر مسؤولية رئاسة الاتحاد ان اهم ربح لهذا اللقاء التكريمي هو جمع الشمل منوها بقيدوم الاتحاد السيد عبد الرحمان بنشقرون شاكرا الاتحاد ورئيسه على البادرة مذكرا بان الاتحاد كان متواجدا في جميع المدن شمالا وجنوبا شرقا وغربا وان العمل سابقا في الاتحاد الذي له الان 57 سنة من العمر كان يصنف عند الدولة آنداك في خانة الجريمة والخيانة حاثا الجميع على الاعتزاز بالاتحاد كاطار اقتصادي واجتماعي اكثر مما هو سياسي ومطالبا ببدل جهود من اجل تكوين المهنيين والصناع وتاهيلهم للمساهمة في الاقتصاد الوطني. وفي كلمته القيمة قال السيد عبد الرحمان بنشقرون بصفته قيدوم الاتحاد واحد اعمدته بعد ان شكر الرئيس الحالي على بادرة التكريم وشكره للرؤساء السابقين الحاضرين في التكريم ان اللقاء الحالي يذكره باجواء الايام الاولى للاتحاد عندما كان يسمى بالاتحاد المغربي للتجارة والصناعة والذي كان يتراسه في سنة 1957 السيد احمد العراقي والذي خلفه في الرئاسة على التوالي كل من السيد الجيلالي بناني والحاج محمد لحلو مذكرا بان الاتحاد سيستمر في مجهوداته سواء فيما يتعلق بالبرامج المهنية والتامينية وغيرها لفائدة جميع منخرطي الاتحاد وكذا في العمل على رفع الظلم على التاجر الصغير والمتوسط والصانع والعمل على رفع مستواهم المادي والمعنوي متمنيا الخير في هاته المنظمة التي التحق بها العديد من الشباب . واكد السيد احمد بنسنة مدير المفتشية المركزية لحزب الاستقلال بجهة الدارالبيضاء الكبرى في كلمته بالمناسبة باعتباره احد الشخصيات المواكبة لعمل الاتحاد العام للمقاولات والمهن على ضرورة الاستمرار في العمل داخل الاتحاد الذي له اكثر من نصف قرن بنفس النهج وبنفس الخط وبنفس الحماس مهنئا جميع الحاضرين بهذا اللقاء. وقبل ان يتم منح هدايا تذكارية للرؤساء السابقين للاتحاد ولرواده اعطيت الكلمة الى كل من السيدة اسماء التكناوتي للادلاء بشهادتها عن مساهمة المرحوم والدها في مسيرة الاتحاد مند تاسيسه باعتباره كان من المؤسسين الاوائل والسيد محمد بلفتوح الصحافي بجريدة العلم الذي تحدث عن الفترة التي قضاها بالاتحاد كمكلف بالاعلام بالاضافة الى شهادة السيد بازو بصفته كمناضل بارز في صفوف الاتحاد. وبعد الانتهاء من تناول الكلمات اهدى الاستاذ عبد الحق التازي الى جميع الحاضرين في الندوة مؤلفه الجديد الذي هو تحت عنوان : « كفاح الشعب المغربي من اجل دستور ديمقراطي «. وبخصوص الاتحاد العام للمقاولات والمهن تنبغي الاشارة الى انه غداة استقلال المغرب أسست الحركة الوطنية نقابة الاتحاد المغربي للشغل للدفاع على الطبقة العاملة، ومن أجل خلق توازن في المجتمع ارتأى الزعيم علال الفاسي رحمه الله خلق منظمة نقابية تمثل أرباب العمل من تجار وصناعيين وصناع تقليديين تدافع عن مصالحهم، فتأسس في نفس السنة الاتحاد المغربي للصناعة والتجارة وترأسه المناضل رجل الأعمال السيد محمد العراقي رحمه الله . وبدأ الاتحاد في تكوين النقابات القطاعية على صعيد التراب الوطني وتأطيرها، كما كون جامعات وطنية كالجامعة الوطنية للحمامات والأفرنة والجامعة الوطنية للحلاقة .....وصار الاتحاد بذلك المحاور الوحيد للسلطات المحلية والإقليمية التي وجدت فيه المستشار في كل نازلة تجارية أو صناعية تود إيجاد حلول لها. وقد لعب الإتحاد دور المحفز للتجار والصناع التقليديين على الاستثمار في شتى المجالات الصناعية المتقدمة آنذاك، ومنه خرج كبار المقاولين الأوائل الذين ساهموا في تنمية النسيج الصناعي والاقتصادي بالمغرب كالسيد كريم العمراني والمرحوم عباس بناني وغيرهم كثير. كما ساهم رجالاته في تحضير القوانين التجارية والصناعية، وطلبوا بخلق غرفة التجارة والصناعة التقليدية لتعويض الغرف الفرنسية، وبدعم من الدولة خلق الاتحاد مقرات في جميع المدن الكبرى للمملكة . وفي أواخر الستينات، توسيعا لنشاطه غير الإتحاد اسمه وصار الاتحاد العام للتجارة والصناعة التقليدية، وأضيف الصيد البحري في بداية السبعينات. واستمر الإتحاد في عمله يحاول توسيع وتنويع أنشطته مستقطبا عددا هاما من القطاعات الجديدة مؤطرا ومدافعا على مطالبها المادية والمعنوية في إطار نقابي منظم إلى دجنبر 1998 حيث انعقد المؤتمر السادس الذي شكل منعطفا هاما في حياته، فغير تسمية المنظمة وأعطاها اسم الاتحاد العام للمقاولات والمهن متمشيا في ذلك مع المنظور الحداثي، وانتخب مكتب تنفيذي يضم ثلة من الشباب المقاول المتمرس على أرض واقع المقاولة، فكان ذلك عاملا أساسيا دفع إلى إعادة النظر في طريقة التنظيم بعصرنتها وجعلها ملائمة لمتطلبات السوسيو-اقتصادية للبلاد. ثم بدأ مباشرة العمل التنظيمي بطريقة علمية معقلنة تعتمد على المعلوماتية، وتكونت لجن قطاعية تهتم بمشاكل القطاعات كل على حدة كما تكونت لجنة للدراسات والأبحاث تقوم بدور التنسيق بين القطاعات بطريقة ماكرو اقتصادية والبحث عن الحلول الناجعة للمشاكل الاقتصادية . وقد كرس الإتحاد العام للمقاولات والمهن المبدأ الأساسي الذي تبناه والذي يهدف إلى المساهمة الفعالة في إيصال هموم كل الفاعلين الاقتصاديين إلى المسؤولين في جميع دواليب الدولة والمساهمة بالاقتراحات لتخطي كل العقبات التي تواجه الاقتصاد الوطني. وخير دليل على ذلك، النقابة الوطنية للمقاولات الصغرى والمتوسطة والمقاولين الشباب التي ولدت في رحم الاتحاد والتي تبنت مشكل المقاولين الشباب في حالة عسر ساعية إلى القيام بدور صلة الوصل بينهم وبين السلطات المعنية بهذا الملف. ومن جهة أخرى فإن الاتحاد العام للمقاولات والمهن في إطار توجهاته الجديدة قام بتنظيم عدة تظاهرات ماكرو الاقتصادية مكنت من تدارس المشاكل التي يعاني منها الاقتصاد الوطني واقتراح أوراش بإمكانها إعطاء دفعة نوعية للاقتصاد ككل. ونظرا للنسيج المقاولاتي الهام الذي يمثله الاتحاد والذي يتكون مما يناهز 40000 مقاولة، بدءا من المقاولة الوحيدة الخلية إلى المقاولة التي تشغل مئات العمال، فإنه يتحمل مسؤولياته كلما أتيحت له الفرصة للمساهمة في التنظيم والتقنين الذي يخدم في الآن نفسه مصلحة المقاولين والمصلحة العليا للبلاد. ويبقى الاتحاد العام للمقاولات والمهن مؤسسة مفتوحة في وجه جميع الحرفيين الصغار والمقاولين في كل المجالات لإنعاش الاقتصاد الوطني والخروج به من دوامة المشاكل المتعددة التي تعاني منها في هذه الحقبة المطبوعة بالعولمة والشمولية. ويشمل نشاط الاتحاد مجموعة النسيج الاقتصادي المغربي انطلاقا من المقاولة الوحيدة الخلية إلى المقاولة المنظمة التي تشغل مئات العمال ويهم كل القطاعات. ويتلخص نشاط الاتحاد على المستوى الماكرو اقتصادي الاقتصاد الكلي في دراسة وتحليل المناخ الاقتصادي للمقاولة و تحديد المشاكل التي تواجهها قطاعيا أو على مستوى المنطقة الجغرافية واقتراح الحلول الملائمة لتجاوزها إما عن طريق البرلمان أو بالاتصال المباشر مع السلطات الحكومية المختصة. وعلى مستوى الميكرو الاقتصادي الاقتصاد الجزئي يتمثل نشاط الاتحاد في دور المساعدة والاستشارة لصالح أعضائه وربط الاتصالات بينهم من اجل خلق شراكات، وكذا فتح أسواق خارجية ومحاولة استقطاب مستثمرين أجانب قصد إنشاء شركات بينهم وبين المقاولين المغاربة. وعلى المستوى التنظيمي فالاتحاد العام للمقاولات والمهن يتكون من نقابات مهنية منظمة إما حسب القطاعات أو حسب التقطيع الجغرافي وهيكليا فإن كل إقليم ينتخب مكتبا إقليميا وكل جهة تنتخب مكتبا جهويا وعلى رأس هذا الهرم يوجد المكتب التنفيذي المنتخب من طرف المؤتمر الوطني والذي يسيره رئيسا. ويساهم الإتحاد مباشرة أو عبر النقابات المنضوية تحت لوائه في عدد من الأوراش والشراكات على المستوى الوطني أو الدولي، مثل التواجد في عدد كبير من الغرف المهنية بالمغرب و المساهمة في النقاش والاقتراحات داخل قبة البرلمان حول قوانين المالية والقوانين الأخرى التي تهم المقاولة المغربية و المشاركة في تأسيس وتنشيط المنتدى العربي لجمعيات المقاولين الشباب و المشاركة داخل المجلس الإداري للوكالة الوطنية للمقاولات الصغرى والمتوسطة و المشاركة في تنظيم المعارض الوطنية للاستثمار وإنشاء المقاولة و الشراكة مع الوكالة الوطنية لإنعاش الشغل من خلال تواجد شباك مقاولاتي داخل مقر الاتحاد العام للمقاولات والمهن والشراكة مع المنظمة الدولية CIPE و الشراكة مع المنظمة الدولية FFN و شراكة مع وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة عبر برنامج رواج لعصرنة التجارة الداخلية و اتفاقية شراكة مع شركة التأمين لتمكين المنخرطين من التغطية الصحية وتخفيضات جد مهمة في التأمين على السيارات بالاضافة الى شراكة مع بعض البنوك للحصول على القروض الجد الصغرى اعتمادا على بطاقة الاتحاد العام. و يذكر انه قد تكلف بتسيير الاتحاد العام مجموعة من الرواد مند تأسيسه وهم المرحوم محمد العراقي المنتخب في المؤتمر التأسيسي للاتحاد والمرحوم الجيلالي بناني في المؤتمر الوطني الثاني والمرحوم الحاج محمد لحلو في المؤتمر الثالث والأستاذ محمد الداحمي في المؤتمر الرابع والأستاذ عبد الحق التازي في المؤتمر الخامس والأستاذ عبد الله اليعقوبي في المؤتمر السادس والأستاذ مصطفى حنين في المؤتمر السابع والأستاذ منصف الكتاني في المؤتمر الثامن.