شهدت منطقة جماعة الدخيسة بمكناس، أول أمس الثلاثاء مواجهات عنيفة بين القوات العمومية، ومجموعة من المواطنين، بعد أن أقدمت السلطات المختصة على هدم حوالي 30 منزلا عشوائيا شيدت في أماكن محظورة البناء. ونقل شهود عيان أن جميع منافذ مسرح عمليات الهدم تم إغلاقها من طرف مختلف تشكيلات القوات العمومية، حين شُرع في هدم هذه المنازل بداية من الساعة السابعة صباحا، باستعمال أربع جرافات. وأكدوا أن السكان وخاصة الشباب منهم صعدوا وتيرة احتجاجهم بعد تراجع القوات العمومية، حيث هاجموها بالرشق بالحجارة، معتبرين أن السلطات السابقة شجعت البناء العشوائي بصمتها إلى أن وصل العدد إلى 4 آلاف مسكن، ومنددين بالإجهاز الممنهج على حق بعض السكان البسطاء في امتلاك سكن. وهو ما خلف حسب مصادر متواترة إصابة 6 عناصر من القوات المساعدة و7 دركيين نقلوا جميعا على وجه الاستعجال إلى المستشفى العسكري المولى اسماعيل، بعضهم في حالة حرجة، بالاضافة إلى عون سلطة ومواطنين اثنين نقلوا إلى المستشفى الاقليمي محمد الخامس. وتحدثت مصادر أخرى عن إحراق جرافة، وسيارة تابعة للدرك الملكي. كما تم استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. ورجحت ذات المصادر حدوث بعض الإصابات في صفوف الشباب الذين لم يستطيعوا الالتحاق بالمستشفى مخافة الاعتقال. ولم تعد حالة الهدوء إلى المنطقة إلا بعد وصول تعزيزات أمنية مكثفة وكذا والي جهة مكناس - تافيلالت الذي غادر الموقع حوالي الساعة التاسعة ليلا، حيث جرت السيطرة تماما على الموقف. وحسب الحصيلة الأولية تم توقيف مجموعة من الأشخاص، والبحث لايزال جاريا عن آخرين، ومن المتوقع أن يتم تقديم هؤلاء للمحكمة في غضون اليومين القادمين. وإلى حدود ليلة يوم الثلاثاء / الأربعاء، مازالت العشرات من قوات حفظ النظام مرابطة بعين المكان تحسبا لأي اندلاع محتمل لأحداث انتقامية.