جدد المغرب التعبير عن قلقه العميق إزاء نمو أنشطة الإرهاب بجواره الاقليمي ، و خاصة بمنطقة الساحل وغرب أفريقيا. وفي هذا السياق، شدد يوسف العمراني الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون،في مداخلته أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي الجمعة الماضي بنيويورك على الضرورة الملحة لوضع إطار مستدام للحوار، والتعاون والتضامن، يضم جميع الدول المعنية بمسائل الأمن والاستقرار في المنطقة . العمراني أبرز أن التطورات و المستجدات الأخيرة في المنطقة تؤكد وجود رابط و صلات بين الجماعات الارهابية والحركات الانفصالية والشبكات الإجرامية الضالعة في الاتجار من المخدرات والأسلحة، فضلا عن أنشطة القرصنة و الاختطاف و هو ما مكن يضيف الوزير المنتدب الشبكات الإرهابية من الحصول على موارد مالية من التدفق غير المشروع عبر الحدود، وبالتالي زيادة قدرتها العملياتية ، فضلا عن تمكنها في بعض الحالات، من السيطرة على جزء من أراضي دول ذات السيادة . و كان يوسف العمراني و في حوار خص به الزميلة الصباح في عددها الصادر أمس قد شددعلى أن التحولات العميقة التي تشهدها المنطقة العربية وإكراهات العولمة وانعكاسات الأزمة المالية تستلزم بالضرورة تقوية صرح اتحاد دول المغرب العربي . الوزير المنتدب أبرز أيضا أنه و في ظل التطورات الجديدة التي تعيشها المنطقة وحتى لا نخلف موعدنا مع التاريخ فإنه يتعين على البلدان المغاربية البدء من الآن في تفعيل أهداف الاتحاد المغاربي لا سيما وأن القواسم المشتركة التي تجمع بين هذه البلدان كفيلة بتيسير هذه المهمة ، علاوة على أن العديد من الشركاء الاقتصاديين أصبحوا يراهنون على إعادة إحياء اتحاد المغرب العربي لنجاح الشراكة مع الاتحاد الأوربي . وبخصوص قضية الصحراء المغربية أكد السيد العمراني أن المغرب ما فتئ يعبر عن إرادته السياسية للانخراط في مفاوضات جوهرية برعاية الأمين العام للأمم المتحدة ، كما أن المملكة أبدت تعاونها التام مع عمليات بعثة المينورسو بما في ذلك تجاوبها مع كافة المحاورين ، واعتبر أن كل من "يشوش على عمل هذه البعثة الأممية لا يفيد المسلسل السياسي الهادف إلى تسوية هذا النزاع ، مشددا على ضرورة أن تواصل بعثة المينورسو لعب دورها في الحفاظ على وقف إطلاق النار وأن يستمر مبعوث الأمين العام في أداء دوره السياسي . و في تقييمه لعلاقات المغرب الخارجية أبرز العمراني أن المغرب دولة فاعلة في مجلس الأمن فيما يتصل بكافة القضايا الاقليمية و الدولية التي عالجها المنتظم الدولي مستحضرا الحضور الديبلوماسي الفاعل للملكة على مستوى مؤسسات البرلمان الأوروبي و الاتحاد من أجل المتوسط . و فيما يتصل بمستقبل علاقات المملكة بجارها الشرقي شدد العمراني على ضرورة توفر الارادة السياسية القوية لتجاوز المعيقات بين البلدين بما يسمح بالاستمرار في خلق الأجوا المساعدة على إرساء أسس جديدة للتفاهم و خلق الثقة المتبادلة بين المغرب و الجزائر لتذويب جليد الخلافات الطارئة و في طليعتها وضع الحدود المغلقة الذي لا يمكن الاستمرار فيه .