أجرى الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط السيد يوسف العمراني اليوم الاثنين في مدريد محادثات مع وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون الإسبانية ترينيداد خيمينيث. وشكل هذا الاجتماع، الذي تناول عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، فرصة للتذكير بأهم الاعمال التي تم القيام بها خلال الأشهر الأخيرة على مستوى الاتحاد من أجل المتوسط ومناقشة التطورات السياسية في منطقة البحر الأبيض المتوسط وخاصة في ليبيا وسورية وتونس. وأبرز الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء، أنه تم التأكيد خلال هذا اللقاء على ضرورة إعطاء نفس جديد للاتحاد من أجل المتوسط وخصوصا من خلال إشراك جميع الفاعلين في هذه المهمة وتحديد أولويات جديدة. وأشار السيد العمراني إلى أنه في الوقت الذي تفكر فيه أوروبا في سياسة جديدة للجوار فإن منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط أصبحت في قلب الأجندة السياسية الدولية فضلا عن أنها أضحت تحظى بالأولوية، مبرزا أن الدليل على ذلك يكمن في القمة الاخيرة بباريس حول ليبيا. ولاحظ الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط ، في هذا الاطار ، أنه "لا يمكن أن تكون هناك تنمية اقتصادية في المنطقة بدون انفتاح منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط على محيطها المباشر وضمان تفاعل أفضل مع جميع الشركاء وخصوصا على مستوى بلدان الجنوب". وشددعلى الدور الذي تضطلع به إسبانيا في الفضاء الاورومتوسطي، مشيرا إلى أن وزيرة الخارجية الاسبانية أكدت خلال هذا الاجتماع أن بلادها تولي الأولوية في سياستها الخارجية لمنطقة حوض البحر الابيض المتوسط. وأوضح يوسف العمراني أن رئيسة الدبلوماسية الاسبانية أصرت خلال هذا اللقاء على أهمية الاتحاد من أجل المتوسط بالنسبة للاستقرار والسلام في هذه المنطقة. وأبرز السيد يوسف العمراني أن الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط بصدد القيام بتفكير استراتيجي حول مستقبل هذه المنطقة، مؤكدا أن الامر يتعلق بإعطاء زخم جديد للشراكة الاورومتوسطية. وفي هذا الصدد ، أشار يوسف العمراني إلى أن وزيرة الشؤون الخارجية الاسبانية أعربت له عن عزم بلادها القيام بدور حاسم حتى تولي "السياسة الأوروبية للجوار الأولوية للجنوب وذلك بتناغم مع باقي المؤسسات والمنظمات المهتمة بمنطقة البحر الأبيض المتوسط كمجموعة 5 زائد 5". وبخصوص التحولات السياسية في منطقة حوض البحر الابيض المتوسط، قال السيد العمراني إن اسبانيا عبرت عن إرادتها الراسخة للعمل مع جميع الشركاء لدعم هذه التحولات فضلا عن العمل من أجل إطلاق مشاريع إقليمية تهم المجتمع المدني والمنطقة الديمقراطية الجديدة والحقوق والحريات. وفي ما يتعلق بالوضع في ليبيا شدد الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط على ضرورة أن يستعيد هذا البلد مكانته على مستوى المنطقة الأورومتوسطية والمجتمع الدولي. ومن جهة أخرى أشار بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الاسبانية إلى أن هذا الاجتماع شكل أيضا فرصة لبحث آفاق التعاون والشراكة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وأبرز المصدر ذاته أن الجانبين أكدا أن الشراكة الأورومتوسطية تكتسي "أهمية قصوى ، نظرا للقيمة المضافة التي يمكن أن تحققها في مجال دعم الاستقرار والديمقراطية والتنمية الاقتصادية بهذا الفضاء الجغرافي". وحسب ترينيداد خيمينيث فإن هذه الشراكة تشكل إحدى أولويات السياسة الخارجية الاسبانية، معربة عن دعم بلادها للمشاريع التي يجري تنفيذها من قبل الاتحاد من أجل المتوسط في مجالات البيئة والطاقات المتجددة والتربية والنقل والوقاية المدنية والنهوض بالمقاولات الصغرى والمتوسطة.