أكد يوسف العمراني٬ الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون٬ أن التحولات العميقة التي تشهدها المنطقة العربية وإكراهات العولمة وانعكاسات الأزمة المالية تستلزم بالضرورة تقوية صرح اتحاد دول المغرب العربي. وقال العمراني في حديث لجريدة "الصباح " نشرته اليوم الاثنين إن الأولوية يجب أن تمنح لترسيخ دعائم الاتحاد المغاربي٬ الذي أضحى "حتمية شعبية" وضرورة اقتصادية واستراتيجية٬ مضيفا في هذا السياق ٬ أن كل الشعوب المغاربية تتطلع لممارسة حريتها في تنقل الأفراد والسلع بين بلدانها. وأضاف أن بناء المغرب العربي صار أيضا "حتمية أمنية" بالنظر إلى ما يقع في العديد من المناطق الأفريقية من اضطرابات أمنية غالبا ما يقف وراءها تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي٬ مؤكدا أن هذه الأوضاع تستوجب توفر "إرادة سياسة قوية بين دول المغرب العربي"٬ يمكن أن تتجسد بشكل خاص من خلال تعزيز العلاقات المغربية الجزائرية٬ "بصفتهما محركين للمغرب العربي"٬ وتكريس التوافق والوحدة في موقفي البلدين. واعتبر العمراني أن "الشفافية والديمقراطية والحكامة الجيدة شروط أساسية ينبغي أن تتوفر في الأنظمة المغاربية لتحقيق الإقلاع المنشود بما يخدم مصالح مغرب عربي ديمقراطي منفتح على العالم مبني على أسس اقتصادية قوية " لأنه لا يمكن "لمغرب عربي أن ينجح إلا بالديمقراطية". وذكر ٬ في هذا الصدد ٬ بأن الملك محمد السادس كان قد دعا إلى نظام مغاربي جديد يقوم على أساس "التكامل الاقتصادي وأخذ العبرة من الجوار والتحلي بالصبر والنفس الطويل مع وضع آليات جديدة للعمل من منظور جديد". وفي ظل هذه التطورات الجديدة التي تعيشها المنطقة ٬ يضيف العمراني ٬ وحتى لا " نخلف موعدنا مع التاريخ" ٬ فإنه يتعين على البلدان المغاربية "البدء من الآن" في تفعيل أهداف الاتحاد المغاربي٬ لا سيما وأن القواسم المشتركة التي تجمع بين هذه البلدان كفيلة بتيسير هذه المهمة٬ علاوة على أن العديد من الشركاء الاقتصاديين "أصبحوا يراهنون على إعادة إحياء اتحاد المغرب العربي لنجاح الشراكة مع الاتحاد الأوربي". وبخصوص قضية الصحراء المغربية٬ أكد العمراني أن المغرب ما فتئ يعبر عن إرادته السياسية للانخراط في مفاوضات جوهرية برعاية الأمين العام للأمم المتحدة٬ كم أن المملكة أبدت تعاونها التام مع عمليات بعثة المينورسو بما في ذلك تجاوبها مع كافة المحاورين ٬ وعتبر أن كل من "يشوش على عمل هذه البعثة الأممية لا يفيد المسلسل السياسي" الهادف إلى تسوية هذا النزاع ٬ مشددا على ضرورة أن تواصل بعثة المينورسو لعب دورها في الحفاظ على وقف إطلاق النار وأن يستمر مبعوث الأمين العام في أداء دوره السياسي . وأضاف في هذا السياق أن المغرب "يشتغل بنية حسنة مع ممثل الأمين العام في الصحراء ومع الأمين العام للأمم المتحدة والمطلوب من الطرف الآخر" بذل مجهود يساعد على الوصول إلى تسوية سياسية للقضية٬ لأن "الاستمرار في ترديد أسطوانة استفتاء تقرير المصير" لن يسهم في الوصول إلى هذا الحل٬ وقال "إننا نعيش مسارا جديدا للمفاوضات للوصول إلى حل سياسي وهو شكل من أشكال تقرير المصير".