رئيس الحكومة الإسبانية يحافظ على تقليد سابقيه ويحل بالمغرب في أول زيارة رسمية لن يخرج رئيس الحكومة الإسبانية، ماريانو راخوي، عن عادة أسلافه في هذا المنصب، حيث ستكون وجهته الأولى هي المغرب في أول زيارة رسمية له خارج إسبانيا بعد توليه هذا المنصب. وهي الزيارة التي يعول عليها كثيرا الجانبان لتذويب الخلافات وإعطاء دفعة جديدة للعلاقات بين المملكتين الجارتين، وتقريب وجهات نظرهما حول العديد من القضايا المشتركة. ويأتي موضوع عدم تجديد اتفاقية الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوربي، التي صادق عليها البرلمان الأوربي، في صدارة القضايا التي ستتناولها الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة الإسبانية إلى الرباط، تنفيذا لوعد سبق أن قطعه على نفسه فور تنصيبه، بالسعي إلى تجديد الاتفاقية، والإشارة إلى أنه سيسعى لمناقشة المشكل مع المغرب وليس مع الاتحاد الأوربي. كما تشكل مواضيع الهجرة غير الشرعية، والإرهاب والشراكة ذات البعد الاقتصادي، والتبادل التجاري بين البلدين القضايا التي ستتناولها زيارة رئيس الحكومة الإسبانية إلى المغرب، فضلا عن تحديد موعد لعقد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين. وتوجه الوزير المنتدب في الخارجية، يوسف العمراني، أول أمس الأربعاء إلى العاصمة الإسبانية مدريد لترتيب الزيارة التي سيقوم بها رئيس الحكومة الإسبانية إلى المغرب في 18 من الشهر الجاري، والاتفاق حول برنامج الزيارة الرسمية لماريانو راخوي إلى المغرب، والقضايا التي ستتناولها المباحثات بين الطرفين. زيارة يوسف العمراني إلى مدريد تميزت باستقباله من طرف رئيس الحكومة الإسبانية، وكذا مباحثاته مع رئيس الدبلوماسية، خوسي مانويل غارسيا مارغايو، لوضع ترتيبات الزيارة. بالرغم من أن بلاغ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، اكتفى بالتأكيد أن زيارة الوزير المنتدب في الخارجية كانت من أجل توديع سلطات البلد المضيف (إسبانيا) عقب انتهاء مهمته كأمين عام للاتحاد من أجل المتوسط. وأضاف البلاغ الذي نقلته وكالة المغرب العربي للأنباء، أن رئيس الدبلوماسية الإسبانية هنأ يوسف العمراني، الذي كان يشغل منصب الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، الموجود مقره في برشلونة الإسبانية، قبل تعيينه وزيرا منتدبا في الخارجية هنأه «بالعمل الممتاز الذي قام به أثناء ممارسة مسؤولياته على رأس الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط،/ كما جدد العمراني شكره للسلطات الإسبانية لدعمها للمنظمة من أجل تحقيق الأهداف التي رسمها مسلسل برشلونة. رئيس الدبلوماسية الإسبانية شدد على ضرورة السعي من أجل إيجاد حلول خلاقة للمشاكل الراهنة في علاقة المغرب مع إسبانيا، في إشارة إلى عدم تجديد اتفاقية الصيد البحري بين الاتحاد الأوربي والمغرب، مشيرا في نفس السياق إلى أن العلاقات التي تجمع بين المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي ستكون مفيدة لكل من المغرب وإسبانيا. إصرار ماريانو راخوي أن يكون المغرب أول دولة يزورها رسميا كرئيس للحكومة تحمل دلالة أكثر عمقا تتجلى في تبديد مخاوف الجانب المغربي من صعود الحزب الشعبي إلى سدة الحكم في الجارة الشمالية، خصوصا وأن المغاربة لازالوا يذكرون أنه أطلق حملته الانتخابية من مدينة مليلية المحتلة، وهو ما اعتبر حينها استفزازا كبيرا لشعور كل المغاربة. ويتوقع أن تعيد الزيارة الرسمية لرئيس الحكومة الإسبانية إلى بلادنا الدفء إلى علاقات الحزب الشعبي مع المغرب، خصوصا من حيث مواقفه التي اعتبرها المغرب دائما «تسير في الاتجاه المعاكس لسياسة مدريد اتجاه الرباط»، في موضوع الصحراء وسبتة ومليلية المحتلتين، وملف المهاجرين. هذه العلاقات عرفت فتورا منذ عهد رئيس الحكومة الأسبق، خوصي ماريا أثنار. بوادر هذا الدفء والتعامل الإيجابي ظهر في الآونة الأخيرة، من خلال الإشارات التي أرسلها راخوي، بعد فوز حزبه في الانتخابات التشريعية التي حملته إلى رئاسة الحكومة، مفادها رغبته في تعزيز وتعميق العلاقات الوثيقة التي تجمع بين إسبانيا والمغرب. واعتبر أن المغرب يعيش مرحلة سياسية جديدة، بعد مسلسل الإصلاحات التي تشهدها المملكة.