الرباط "مغارب كم": محمد بوخزار أكدت اليوم، مصادر دبلوماسية متطابقة، أن ماريانو راخوي، رئيس الحكومة الإسبانية، سيحل بالمغرب في غضون الأسبوع المقبل،على أكثر تقدير، في زيارة تقليدية هي الأولى إلى الخارج منذ استلامه السلطة من الحكومة الاشتراكية السابقة. ولذات الغرض سافر اليوم الأربعاء إلى مدريد يوسف العمراني، الوزير المنتدب في الخارجية المغربية للاتفاق على الترتيبات النهائية للزيارة على اعتبار أن العمراني، مطلع على ملف العلاقات المغربية الإسبانية بحكم مسؤولياته السابقة في خارجية بلاده كما أنه شغل منصب الأمين العام لاتحاد دول المتوسط، حيث أقام بمدينة برشلونة منذ شهر يوليو الماضي، وهي نفس المدينة التي يعرفها جيدا حينما كان قنصلا بها في بداية عمله بالسلك الدبلوماسي المغربي. وفي هذا الصدد، يجتمع العمراني مساء اليوم برئيس الدبلوماسية الإسبانية كما يستقبله في نفس اليوم رئيس الوزراء الإسباني، ما يدل على الطابع الهام لزيارة راخوي إلى المغرب التي ستتعدى الإطار التقليدي ، بدليل أنه عجل بها، إذ من الموقع أن تسفر عن التوصل إلى اتفاق بخصوص تجديد اتفاق الصيد بين المغرب والاتحاد الأوروبي الذي يستفيد منه أساسا أسطول الصيد الإسباني في منطقة الأندلس، ما سيخفف الأعباء الاجتماعية عن الحكومة التي يقودها الحزب الشعبي في ظل أزمة مالية خانقة تمر بها إسبانيا ويبدو أن وزير الفلاحة الإسباني، ميغيل أرياس كانييتي، نجح في مهمته التفاوضية في بروكسيل حيث أقنع المسؤولين الأوروبيين هناك بضرورة بدء التفاوض مع الرباط في أفق تجديد اتفاق الصيد، فقد صرح الوزير الإسباني أن مندوبة الصيد اليونانية "داماناكي" أخبرته أنها شرعت في إجراء الاتصالات مع المغرب،مشيرا في هذا الصدد أن الجانب الأوروبي يدرس سيناريوهات الاتفاق قبل عرضها على الجانب المغربي، من بينها تخفيض عدد السفن المرخص لها بالصيد ما يعني تقليص حجم التعويضات الممنوحة إلى المغرب. ومن القضايا الأخرى التي سيجري النقاش بشأنها عدم التعارض مع البرلمان الأوروبي الذي صوت الشهر الماضي ضد تجديد الاتفاق بحجتين سياسية وبيئية، مفادهما أن المغرب من وجهة المعارضين للاتفاق، لا ينفق التعويضات الممنوحة له على المناطق الصحراوية وأن استمرار الصيد يهدد بعض أنواع السمك المتواجدة في المياه المغربية. إلى ذلك كان مقررا أن يلتقي أرباب سفن الصيد في المغرب وإسبانيا بميناء "بارباطي" لتبادل وجهات النظر بخصوص تجديد اتفاق الصيد. وقالت تقارير صحافية إن الفاعلين في قطاع الصيد في البلدين،متفقون فيما بينهم على الخطوات التي يجب الإقدام عليها في المستقبل،بشكل يحفظ مصالح الطرفين. ما من شأنه أن يذلل صعوبات التفاوض بين المغرب والاتحاد الأوروبي. وبرأي مراقبين فإن مشكل الصيد الذي باعد في الماضي بين مواقف مدريدوالرباط وكاد أن يتسبب نهاية التسعينيات من القرن الماضي في أزمة عميقة بين البلدين، يمكن أن يلعب مجددا دورا في التقارب بينهما بعد أن باتا مقتنعين أن التعاون بينهما ضرورة حيوية ولا غنى عنه في جميع الأحوال وتحت أية ظروف سياسية.