سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في الملتقى الأول لأهل دلائل الخيرات بمراكش دعوة لتوطيد الأمن الروحي والصفاء الديني في إطار من الوسطية والاعتدال وإشاعة قيم التسامح والانفتاح على الآخر.
تحت شعار الحفاظ على الموروث الروحي للطريقة الجزولية نظمت الرابطة الوطنية للطريقة الجزولية بالمغرب لجماعات أهل دلائل الخيرات والمديح النبوي الملتقى الأول لأهل دلائل الخيرات بمدينة مراكش وضريح الإمام سيدي محمد بن سليمان الجز ولي. الملتقى الأول من نوعه الرامي من جهة توطيد الأمن الروحي والصفاء الديني للمواطنين المغاربة في إطار من الوسطية والاعتدال وإشاعة قيم التسامح والانفتاح على الآخر وطنيا ودوليا ' ومن ناحية ثانية دعم أواصر الأخوة والتعارف تميز بحضور وجوه بارزة للمنتسبين للطريقة الجزولية وجماعات ومقدمي أهل دلائل الخيرات وشيوخ الطرق الصوفية بمختلف أقاليم المملكة وفي مقدمتهم مولاي علي الريسوني عن الطريقة الريسونية وحمزة الشاقوري عن الزاوية الشاقورية ومولاي عبدالرحمان الشرقاوي أبي الجعد عن الطريقة الشرقاوية وعمر بوقنطار عن الزاوية الرحالية وعبدالعزيز الغازي عن الطريقة الغازية. وأكد الحاج عبد الرحمان الصويكي الأمين العام للرابطة الوطنية للطريقة الجزولية في كلمة باسم الرابطة على ضرورة الحفاظ على الموروث الروحي للطريقة الجزولية من خلال ترسيخ الأوراد والأذكار الخاصة والعناية بالتوجيه الروحي والارتقاء به وفق خطوات صحيحة ودقيقة مشددا بهذا الخصوص بالعمل على استثمار الملكات الفطرية للمواهب الشابة في القيام على دلائل الخيرات حفظا وتدبرا٬ ثم أيضا صاغية برامج خاصة بذلك تتماشى و المراحل العمرية للمستهدفين ودعا في هذا الإطار إلى الاهتمام بالشباب وإدماجهم في جل أنشطة الرابطة من خلال تنظيم مسابقات لحفظ القرآن الكريم ودلائل الخيرات والأمداح النبوية. برنامج الملتقى تضمن فقرات متنوعة تضمنت أمسية صوفية مع قراءة وختم دلائل الخيرات إلى جانب تقديم عرض حول منجزات الرابطة. وتميزت هذه التظاهرة الدينية الصوفية بعقد ندوة فكرية هامة موازية لأنشطة الملتقى حول موضوع "الطريقة الجز ولية قاسم مشترك بين الطرق الصوفية". وحفلت الندوة التي أطرها الدكتور مولاي هشام السعدي بمداخلات علمية قيمة لأساتذة أجلاء وبعض شيوخ الطرق الصوفية المذكورة. مداخلات تنوعت مجاليها واختلفت مواضيعها غير أنها انتظمت وتوحدت في قاسم مشترك اهتم بالكشف عن أدوار التصوف ووظائفه الدينية والروحية في وعي الشعب المغربي. وافتتح الندوة الأستاذ الدكتور محمد اليوسفي ممثلا للمجلس العلمي لمراكش في شخص رئيسه عزالدين المعيار الإدريسي لتشكل مداخلته مزيجا من الكلام عن فضل الصلاة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأثرها في طمأنينة القلب وراحة النفس وتوازن الشخصية . و في جانب آخر أبرز الأستاذ اليوسفي نماذج لمشاركة علماء وشيوخ المغرب في التأصيل للصلاة على النبي وتنويع صيغها مستدلا على ذلك بكتاب دلائل الخيرات وشوارق الأنوار للشيخ سيدي محمد بن سليمان الجزولي . وفي مداخلته تحدث الأستاذ الفقيه محمد البايك عضو المجلس العلمي لمراكش عن الشيخ سيدي محمد بن سليمان الجزولي وخصائص مدرسته الصوفية ومشربها الشاذلي . كما تحدث عن وقائع من حياة الشيخ وامتداد مدرسته في تلامذته الفضلاء الذين أصلوا لذوق رفيع في المجاهدة والجهاد. وتناول الدكتور مولاي عبدالله الوزاني خصائص الفكر الصوفي بالمغرب من خلال الزاوية الجزولية في علاقتها بشرطها التاريخي وفي امتدادها الروحي بين أغلب الزوايا والطوائف المشكلة للمشهد التربوي والسلوكي بالمغرب. أما مداخلة الأستاذ الدكتور مولاي هشام السعيدي فركزت على إبراز أدوار الزاوية الصوفية في المغرب ووظائفها في تسليك المريدين والسير بهم في طريق الدلالة على الله والدعوة إليه. وشكل غنى المداخلات حافزا لجملة من شيوخ الزوايا الحاضرين بالملتقى للمشاركة بمداخلاتهم أغنت النقاش وثمنته بملاحظاتهم القيمة. وفي ختام هذه الندوة رفع المشاركون برقية لصاحب الجلالة والتي ثمنوا من خلالها دور جلالته الكبير في ترسيخ قيم الدعوة إلى الله من خلال الفكر الصوفي وطوائفه الموسومة بتعلقها بثوابت الأمة المغربية. يشار إلى أن الرابطة الوطنية للطريقة الجز ولية لأهل دلائل الخيرات بالمغرب٬ التي تأسست في شهر أبريل ٬2011 تهدف إلى تنظيم دروس ومحاضرات وندوات حول دلائل الخيرات٬ ومؤلف الطريقة الجز ولية عموما٬ مع البحث في تراث الطريقة وأعلامها والعناية بذلك تدوينا ونشرا٬ والمشاركة في المهرجانات الوطنية الكبرى وفي المناسبات الدينية التي تشرف عليها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وكذا المجالس العلمية والتعاون مع الجمعيات التي تتقاسم مع الرابطة الاهتمامات والتصورات والأهداف٬ وطنيا ودوليا.