توصلت “مراكش بريس” ببيان حقيقة من طرف مجموعة من المقدمين لأهل “دلائل الخيرات” ، حول التداعيات الأخيرة التي عرفتها الجماعة الجزولية، التابعة للولي القطب سيدي محمد بن سليمان الجزولي، أحد الرجال السبعة المشاهير بمراكش ، مختوم قانونيا من طرف كل من الجماعة الجزولية وجماعة الشرفاء والجمعية العباسية والجماعة اليوسفية، وجمعية إبن العريف، وموقع من طرف مقدميها وموافق على نشره من طرف الأستاذ عبد الرحمان الصويكي، توضح فيه المزاعم التي تضمنها موضوع التحقيق حول ما عنونه التحقيق بإغتصاب الجماعة الجزولية،وإبعاد مقدمها...إعتمادا على تصريحات السيد الطيب الأصبحي، المقدم المقال كما ورد بصفته ونعته في بيان الحقيقة المذكور. هذا، وقد انتقدت الجماعات الجزولية الخمس، تصريحات السيد المقدم المقال، ووصفتها بالتصريحات المغرضة، المعتمدة على مسلكيات النبز واللمز. وأكدت الجماعات الجزولية الخمس المعنية ، أن تعيين مقدم جديد للجماعة بدل المقدم السابق السيد الطيب الأصبحي لايمكن بحال أن يسمى إغتصابا ،خاصة وأن المقدم الحالي معترف به وطنيا، الأستاذ عبد الرحمان الصويكي الذي يتمتع بإشهاد عدلي لأربع وعشرين من المنتسبين للجماعة الجزولية، وبتزكية من جميع أفراد الجماعة الحاضرين بالجمع العام المنعقد بضريح سيدي بنسليمان الجزولي يوم 20 يناير الفارط ، ويقضي هذا الإشهاد بتعيين المقدم الجديد على الجماعة المذكورة ، لأجل السهر على شؤون الجماعة والدفاع عن مصالحها والمطالبة بها، وتمثيلها في كافة المحافل والحرص على إتباع طريقتها على سنة ونهج من سبق من المنتسبين لها. وأفاد بيان الحقيقة الذي توصلت به ” مراكش بريس ” أن هذه الخطوة جاءت لتحصين الجماعة الجزولية، وإحاطتها بسياج قوي يحميها من شر التلاعب الذي كشف عنه سوء التدبير وضعف الكفاءة خلال فترة تولي المقدم السابق، وهو الأمر الذي لم يشهد مثيله في سيرة المتولين من الشيوخ والمقدمين الذين ساروا إلى عفو الله، فكانت لهم الأيادي البيضاء والمعروف المشهود له بالإستقامة والصلاح الظاهر والباطن، على غرار شيخ المشايخ مولاي عمر الشولي، الذي ترأس الجماعة منذ أواخر الستينيات من القرن الماضي،والفقيه الحافظ مولاي العربي البوعناني والشيخ الفاضل سيدي محمد الشولي، والعارف بالله الزاهد الناسك الحاج محمد باڭرو يرحمهم الله . وأوضح بيان الحقيقة الموقع والمختوم من طرف الجماعات الجزولية الخمس المعنية، أن استبدال مقدم بآخر ، ليس نهاية العالم وإنما هو عرف تسري عليه الجماعة الجزولية كغيرها من الجماعات الصوفية الأخرى، لتضمن حسن تدبير أمورها ، وهذه العادة لها من حرمة القدم والتقليد حق تاريخي على أفراد الجماعة، ومن حرمة العادة المستحكمة مايجعلها في مأمن من تدخل أية جهة سواء رسمية أو غير رسمية. وشجب بيان الحقيقة المذكور الذي توصلت به ” مراكش بريس” ماوصفته الجماعات الجزولية الخمس، بالزج وحشر المؤسسات المحترمة مثل مندوبية الأوقاف والمجلس العلمي بمراكش في الشؤون الداخلية للجماعة، مؤكدا أنه أمر مرفوض، وأسلوب رخيص، كما إنتقد ذات البيان تخصيص أحد مقدمي الجماعات الخمس بنعث “مغسل الأموات” دون أدنى إعتبار للقيمة الشرعية والبعد الديني لهذا العمل،وما يحمله من عمق ديني وفكر تطوعي مبني على مقومات الأريحية الأخلاقية الإسلامية. ونبه بيان الحقيقة المعني، أن الأمانة والموضوعية والتعامل مع الصحافة والإعلام والحديث للرأي العام تلزم السيد الطيب الأصبحي، المقدم السابق والمقال “برفع الميم” التطرق إلى الملابسات والظروف الحقيقية والموضوعية التي قادت إلى نزع الثقة منه، والملابسات والتراكمات التي دفعت أفراد الجماعة الجزولية إلى رفض بقائه مقدما عليهم،بعد أن زكمت الشكايات والتظلمات ضده الأنوف، وأثقلت المكاتب الرفوف،دون أن يسارع إلى إبراء ذمته، وتصفيات حسابات الجماعة المالية والمادية التي بذمته. وإرتباطا بالموضوع، أشار الأستاذ عبد الرحمان الصويكي، مقدم الجماعة الجزولية، إلى علاقته الروحية والتداولية التي تربطه بالجماعة الجزولية منذ طفولته، حيث ترعرع في درى محبتها الصوفية، وتربى على مسلكياتها القاضية إلى فعل الخير والتشبث بالفضائل واستهداف الخير والثقة في الله تعالى، البلسم الشافي والدرع الواقي من كل الدسائس والإشاعات، والأباطيل الملفقة والأقاويل المغرضة، ولم يخف الأستاذ الصويكي في حديثه مع ” مراكش بريس” أن مايتعرض له من هجوم شنيع، كان قد تعرض له المقدم السابق الشيخ العارف بالله الحاج محمد باڭرو ، حيث ناصبه المقدم المقال العداء، وإبتدع في حقه كل أنواع المثالب والدعايات، وناصبه العداء المجاني الذي أضر بالطوائف الجازولية، وعرقلة مساراتها الساعية إلى التأطير الروحي والمساهمة في توطيد الأمن الروحي للمواطنين. وأكد الأستاذ عبد الرحمان الصويكي مقدم الطائفة الجزولية،ما وصفه بالمسلكيات المقززة التي عمد المقدم المقال السيد الطيب الأصبحي، إلى نهجها، منذ فترة مرض المقدم السابق الشيخ العارف بالله الحاج محمد باڭرو، وماشاب توليته من عنف وتسرعات، وخفقان وركوب على الأحداث،من أجل ماوصفه المقدم الصويكي بإستباق التطورات الإستخلافية داخل الجماعة، وحشده لأعضاء الطائفة بضريح الإمام سيدي بنسليمان الجزولي، والتلاعب بإرادتها في شكل يتنافى مع الأعراف والتقاليد التي دأبت عليها الجماعة، والتي تتأسس على الأناة والتروي، والحكمة والبصيرة، تصرفات ترجمتها الإشاعات التي أطلقت بوفاة المقدم باڭرو من طرف “صاحبنا” السيد الطيب ، ليتولى هذا الأخير في 12 فبراير 2005 في ظروف وصفت من طرف معظم المتتبعين آنذاك بالمشبوهة. وأبرز الأستاذ مقدم الجماعة الجزولية أنه كان الوحيد الذي عارض بشكل كبير تولية السيد الطيب الأصبحي، ولم يتخوف منه، في وقت إنساق وراءه الجميع، فقد كان يعرف لكل تابع من أتباعه نقاط ضعفه، ويضيف المقدم الصويكي أنه قام بثورة ضد السيد الطيب، لأنه كان خارجا عن مسلكيات الجماعة الجزولية وأدبياتها وما تقتضيه من إلتزام بمكارم الأخلاق وتواضع أمام الأتباع والمريدين، وخفض للجناح في أوساط القراء وأهل دلائل الخيرات، وقد أيقظت بادرة الثورة عليه، ضمائر ونفوس الكثير ممن إنساقوا معه، غير أن تدخل مجموعة من وجهاء مراكش، على رأسهم الشريف بن الشريف مولاي عبد السلام الداخل،رحمه الله وبعض الوجهاء، وآخرين جعلني أنزوي لتأسيس جماعتي المتضمنة لزملائي من القراء والمادحين والفقهاء وأهل دلائل الخيرات، حيث لاأزال أتوفر على ترخيصها بضريح سيدي عبد العزيز التباع. وإرتباطا بالموضوع، أوضح المقدم الأستاذ عبد الرحمان الصويكي ، ل ” مراكش بريس” أنه من أسباب إنفجار الوضع داخل الجماعة الجزولية ، وإقالة السيد الطيب الأصبحي من قمة هرمها، كان إنفراد السيد الطيب بالقرارات التداولية والوظيفية داخل الجماعة، وإبتعاده عن أخلاقية التشاور في أمورها مع أفرادها،وإصطناعه للبرامج الوهمية وتعتيمه عن مواردها المالية، وعن الهبات، والتركيز عن مصالحه المادية الشخصية، وتعاليه عن القراء، وإحراجهم أمام الناس والملأ،وركوبه منطق المكابرة والبروتوكولات التي تتنافى مع روح وسمات أهل دلائل الخيرات قلبا وقالبا. من جهة أخرى أوضح المقدم الأستاذ عبد الرحمان الصويكي،أنه للحيلولة دون تصعيد الوضع مع السيد الأصبحي، وحفاظا على مقتضيات الأعراف والتقاليد والقوانين، تدخل مجموعة من المشايخ وأهل الحلم والمعروف لدى السيد الأصبحي، على غرار فضيلة العلامة الفقيه الحاج أحمد البوشيخي،إمام مسجد الكتبية والشريف مولاي علي الرقيق، مقدم تامصلوحت،والمريد المحب عز الدين بن رزوق، والحاج عبد الرحمان المليحي، وآخرون قصد إعادة مستندات ووثائق ومستلزمات الجماعة لأهلها،وتفاديا للصراع ولكن من دون جدوى. حيث لا تزال أكرية أملاك الجماعة وأوقافها على قلتها، والتي تتمثل في منزلين، دار في حومة سيدي بنسليمان، ودار أخرى بقاع الحومة في رياض الزيتون، وثلاث حوانيت تحت قبضته، حتى أن حارسا لضريح سيدي بنسليمان الجزولي أراد التعامل معنا ، فكان نصيبه التهديد من طرف صاحبنا، وقد سمعت مع مجموعة من أعضاء الجماعة الجزولية أن السيد الأصبحي قد إستخلص أكرية مؤخرا، وهو موضوع لا زلنا نتحقق من صدقيته . ولا يخفي المقدم الأستاذ عبد الرحمان الصويكي تقديره للبعد الإنساني ومراعاة العلاقة الودية والمودة التي ظلت تربطه بالسيد الحاج الطيب بن محمد الأصبحي ،المقدم المقال من طرف الجماعة،وخشيته من أن يصبح محط إنتقاد الجماعة،وإشارة أصابعها بكونه يتستر عليه ويداريه بسبب عدم التصدي له ومساءلته قانونيا. وفي كلمة أخيرة منه، ل “أصداء مراكش” ومن خلالها للفعاليات الثقافية والمجتمعية، والأوساط الروحية والدوائر الصوفية والدينية التأطيرية والرأي العام بجهة مراكش تانسيفت الحوز وبعموم التراب الوطني، يؤكد المقدم الأستاذ عبد الرحمان الصويكي على ضرورة الحفاظ على الحرمات، ومراعاة الحد الأدنى من الأريحية والإيثار والفضيلة وكل المقاييس التي إرتشفها من المقدمين الكبارللطريقة الجزولية وترعرع على التشبث بأوصالها، والنأي عن أساليب الهجوم الجاهل المجاني عن الشيوخ،والمادحين والقراء وأهل دلائل الخيرات. كما شدد المقدم الأستاذ عبد الرحمان الصويكي على أهمية إعادة الإعتبار للتربية الصوفية ومسالك الزهد والإيثار، وتعميق الحياة الفكرية للجماعة الجزولية التي كانت عبر العقود، تحظى بأكبر مظاهر الإكرام والإحترام وأسمى دواعي التقدير والاجلال، ومراعاة الأعراف والموروث الصوفي الذي ظل يحكم الطائفة الجزولية تحت إمرة ملوك وسلاطين الدولة العلوية المجيدة ودعا المقدم الأستاذ الصويكي إلى الإبتعاد عن أساليب زرع البلبلة والفرقة بين أعضائها الجماعة الجزولية ، وركوب حيل التفريق بين أتباعها، من خلال فبركة الإدعاءات، وصناعة الأقاويل، والتهجم على الناس الأبرياء ضدا عن كل المقومات الداعية إلى تأهيل الشأن الديني ، وفي إستشراف سلبي قصد تحويل الطائفة إلى بقرة حلوب يغلفها الصراع وتحكمها المنفعة الشخصية، ضدا عن مستلزمات الدور التكافلي والثقافي والتاريخي الذي ظلت تقوم به الزوايا في نشر المعرفة الدينية والتصوف الإسلامي، والمساهمة في خلق الإستقرار. وأكد المقدم الأستاذ الصويكي على ضرورة إستحضار مقدمين الطائفة الجزولية السابقين، بدءا بشيخ المشايخ مولاي عمر الشولي، والشيخ مولاي العربي البوعناني والشيخ الفاضل سيدي محمد الشولي، والعارف بالله الزاهد الناسك الحاج محمد باڭرو يرحمهم الله ممن عملوا على تكريس منهاج وفكر القطب الرباني سيدي محمد بن سليمان الجزولي ، وتوسيع دائرة دور قراء دلائل الخيرات ، ودفعهم من أجل الإنفتاح عن المحيط الفقهي والإجتماعي والتنموي، وتلميع صورة الجماعة داخل الفضاءات الفقهية والصوفية ودوائر الكليات الشرعية الوطنية والعالمية ؛واللقاءات على غرار اللقاءات سيدي شيكر الدولية للتصوف والصوفية التي تنعقد بمراكش، والعمل على تفعيل وعصرنة الخطاب الصوفي؛خدمة للتنمية،والسلم الإجتماعي، من خلال العمل على إعداد برامج وتحضير أنشطة تأطيرية وإشعاعية لفائدة الشباب من الذكور والإناث، تهدف إلى تعليمهم “دلائل الخيرات” ومقومات الفكر والسلوك الصوفي، في سياق التطورات والإصلاحات الجريئة التي ينتهجها صاحب الجلالة أمير المؤمنين سيدي محمد السادس نصره الله.