تعيش مدينة مراكش، ابتداء من يومه الأربعاء، بعدد من المعالم الأثرية والتاريخية، التي تزخر بها المدينة الحمراء على إيقاع الدورة الدولية الثالثة للموسيقى والسماع الصوفي، بمشاركة مجموعات موسيقية من المغرب وتونس وتركيا وسوريا.وستشهد التظاهرة الدولية، التي ستنطلق فعالياتها بافتتاح معرض لفنون الكتابة في تحفة ذخيرة المحتاج للشيخ سيدي المعطى بن الصالح الشرقي، تنظيم حفل سيجري من خلاله تكريم كل من الأستاذ محمد بنشريفة والحاج محمد باجدوب. وسيكون الجمهور المغربي، والمراكشي على وجه الخصوص، وعشاق هذا النوع الموسيقي، خلال خمسة أيام، على موعد مع ألوان مختلفة من الموسيقى والسماع الصوفي في ملتقى سماع للإنشاد الصوفي، تحييها فرق موسيقية في حفلات سماعية، من ضمنها حفل "الصبوحي" أو ما يسمى بذهبية الشروق، وهي نوبة من نوبات الموسيقى الأندلسية المغربية "نوبة العشاق"، تقام فجرا احتفاء بطلوع يوم جديد ، سيجري إحياؤها من طرف مجموعة شباب الأندلس من الرباط، ومجموعة الحاج محمد باجذوب. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة الثقافية والفنية، المنظمة من طرف جمعية "منية مراكش لإحياء وصيانة تراث المغرب"، تنظيم ندوات فكرية ينشطها مهتمون وباحثون في مجال التصوف، تتمحور حول موضوعين أساسين، الأول يتمحور حول مرايا الأمراء أو ديوان الملوك، وهي احتفالية السلطان الموحدي أبي يعقوب يوسف، ويشكل جنسا أدبيا يدونه حكماء وشيوخ الصوفية، قصد توجيهه للسلاطين ولأمراء والحكام ومداره على نصيحتهم، ويدعو كذلك إلى جودة الرأي والتبصر عند سياسة الأمم والتدبير المطبوع بالعدل والتعطف ووسع الأفق الإنساني. ويناقش المحور الثاني ميراث الأولياء وقضايا المجتمع .. سلوك الفتوة والتربية على الإيثار، إذ تعتبر الفتوة والتربية على الإيثار من أدب السلوك ومن القيم الصوفية، التى تهدف إلى صفاء النفس. ويراهن المنظمون، الذين يهدفون من وراء تنظيم هذه التظاهرة الفنية خلق جسر التواصل الإنساني والكوني عبر الأنغام الصوفية، وجعل مدينة مراكش عاصمة لهذا الفن الروحاني الراقي، على الحضور الجماهيري وعشاق هذا الفن الأصيل، للاستمتاع بأفضل المقاطع الموسيقية والإنشادية، التي تعبر عن روح المحبة والتسامح والسلام. ويسعى منظمو التظاهرة الفنية والثقافية إلى تسليط الضوء وإعادة الاعتبار إلى الغنى الروحي والثقافي للمغرب، وإعادة اكتشاف الصوفية وتذوقها، والسهر على المحافظة عليها لإيصال رسالة العرفان والحب، التي تحتويها إلى العالم، الذي بات يفتقد أكثر إلى القيم الروحية والدينية. وكانت مواضيع مجالس المذاكرة خلال الدورة الأولى سنة 2007، تمحورت حول "المحبة الخالصة : نموذج السيدة رابعة العدوية، وخزائن الجود نموذج أبو العباس السبتي، و"خمرة المحبة في ترجمان الأشواق للشيخ محيي الدين بن عربي"، في حين، ركزت الندوات على موضوع "التصوف شجرة المعرفة والمحبة". وتخلل برنامج الدورة الأولى، التي نظمت تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تنظيم معرض للمخطوطات، شمل نسخة من المصحف الكريم بخط يد السلطان أبو الحسن المريني، و"دلائل الخيرات" للشيخ ابن سليمان الجزولي، وكتاب "الشفا" للقاضي عياض، وجرى تكريم عبد اللطيف بنمصور، أحد كبار شيوخ السماع بالمغرب بزاوية تمصلوحت، إلى جانب تنظيم زيارة لرجالات مراكش السبعة ولكبار شيوخ الأندلس، كابن العريف دفين مراكش.