أكدت مصادر وثيقة الاطلاع أن مباحثات جدية تجري منذ أسابيع بين السلطات المغربية المختصة ومسؤولين عن مجموعة (EADS) الشركة الأم لشركة (إيرباص) بهدف فتح فرع لشركة (Aerolia)، المتخصصة في صناعة الطيران. ويذكر أن هذه الشركة كانت قد قررت خلال سنة 2009 أن تفتح هذه المنشأة الهامة في تونس وهو التطور الذي أثار حفيظة السلطات المحلية، في وقت كانت فيه البلاد قد استقبلت مئات التجهيزات التحتية لهذا النوع من الطائرات الأوروبية وكانت تهدف إلى أن تكون الأرضية الصناعية الجوية low cost المطلة على باب أوروبا. وأكدت المباحثات التي جرت بين مسؤولين مغاربة وأجانب على هامش المعرض الجوي بمراكش أن هذا النوع من الطيران يمثل بدقة شركته الأم «aerolia»، ولم يتم توقيع أي اتفاق في هذا الشأن والتجهيز يظل دائما في أوج التقييم قصد الاستجابة للزيادات القوية للمجهودات المطلوبة من طرف «إيربوس» فرع «إيادس» التي تجد نفسها أمام خيارات متعددة، إما بالاستمرار في تنمية فرعها التونسي الجديد، أو فتح امكانيات صناعية بالمغرب وكل هذه الخيارات مفتوحة.. وعلى سبيل الاستقطاب فإن المغرب سيناقش تأسيس شركة «aerolia» كبديل لطلبات «إيربوس» وذلك من طرف الخطوط الجوية الملكية وشركتها الوطنية. وحسب مصدر مغربي فإنه خلال أية مفاوضات يجب أن نتعلم كيف نعطي كثيراً للحصول على الكثير. وعلى الخصوص، وبعد الحصول على حصتها من طائرات ايربوس 321 A فإن الأسطول المتضمن لأربعين جهازاً من «لارام» يتكون اليوم بصفة خاصة من طائرات بوينغ (737، 747، 767 و787) ، وعليه فإن الشركة (لارام) تهدف إلى تجديد قسط من أسطولها خلال السنوات القادمة... و«إيربوس» تتوفر على أدلة لما يراد عمله. فنوع الطائرات الموضوعة ضمن اختيارها الجديد ال 321 A NEO، وامتد هذا الاختيار إلى نوع 320 A الذي بإمكانه أن يستقبل حتى 220 مسافر، وخاصة بفضل محركات جديدة تضمن إشعاعاً للنشاط واقتصاداً في الوقود يصل إلى 15% بالمقارنة مع الطائرات الحالية.. وهكذا فإن «لارام» توجد في حالة إعادة هيكلة، تتوخى التقليص من تكلفتها. ويرى مراقبون في هذا الصدد أن هناك امتيازاً آخر للمغرب يتعلق بالاستقرار السياسي للبلاد بخلاف تونس التي صادفت صعوبات في مجال الانتاج بسبب اندلاع أحداث الربيع العربي. وفي حالة ما إذا نجح في استقطاب Aerolia فإن المغرب سيخطو خطوة جبارة في تحقيق هدفه بخصوص تنمية قدراته الجوية، وتطوير خبرته في مجال الهياكل الصناعية الجوية.. كما أن استقرار هذه الشركة والقيام باستثماراتها في البلاد سيوفر مناصب شغل مهمة. وحسب مصادر صناعية مطلعة فإن مجموعة إيطالية يمكنها قريبا اختيار المغرب ويتعلق الأمر بشركة Alenia Aeronautca (التي حضر ممثلها معرض مراكش» وهو ما يمكن البلاد من مضاعفة حجم صناعتها الجوية بالانتقال من زهاء 10.000 أجير ومستخدم إلى 20.000 في أفق سبع سنوات... وبالتالي فرض وجودها كأرضية صناعية جوية مهمة (low cost) على أبواب أوروبا.