لم يحظ ما حفل به المسح الوطني الخامس حول السكان وصحة الأسرة بما يكفي من اهتمام إعلامي وتداول في أوساط الرأي العام الوطني، ربما لأن الإحصائيات الواردة فيه لم توافق أمزجة الذين يفضلون المعطيات السلبية التي تكون أكثر قابلية للقراءة، أو لأن المعنية بهذه الإحصائيات السيدة ياسمينة بادو والحكومة السابقة لا تستحق من تلك الأوساط ما يجب أن تستحقه على منجزات تحققت في عهدها. في بداية تحملها لمسؤولية تدبير قطاع الصحة في بلادنا أكدت السيدة ياسمينة بادو أنها ستنهج سياسة صحية لتقليص وفيات الأمهات والمواليد أثناء الوضع. المسح الذي أنجزته وزارة الصحة في عهد الوزير الحالي يؤكد أن انخفاض وفيات الأمهات انتقل من 227 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة إلى 112 حالة وفاة، بنسبة انخفاض تجاوزت 50 بالمائة، وأن معدل وفيات المواليد انخفض من 27 مولود في كل ألف إلى 18 في كل ألف أي بنسبة انخفاض وصلت إلى 30 بالمائة. لا داعي للدخول في التفاصيل والتساؤل، كيف تحققت هذه النتائج التي تجعل بلادنا على طريق تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الجديدة في هذا المجال. وبذلك تكون السيدة ياسمينة بادو والحكومة السابقة كسبتا هذا الرهان الصعب.