هل يستعد المغرب للعودة الى حظيرة الاتحاد الافريقي التي كان قد غادرها قبل 28 سنة بعد قبول منظمة الوحدة الافريقية عضوية جمهورية الوهم في صفوفها ذلك ما توحي به على الأقل التحركات الديبلوماسية والمواقف المعلنة عنها داخل أروقة و هوامش القمة 18 لرؤساء الدول وحكومات الاتحاد الافريقي و التي احتضنتها العاصمة الاثيوبية أديس أبيبا بداية الأسبوع الجاري . الرئيس التونسي الجديد السيد منصف المرزوقي أكد في افتتاح الدورة الافريقية أن الاتحاد الافريقي لا يستطيع الاستغناء عن بلد هام مثل المغرب. وشدد المرزوقي على أن الوضع يتعلق ب « خلل كبير ينبغي تصحيحه» مؤكدا على ضرورة أن تجد المملكة مكانها في هذه المنظمة. الى ذلك أكد مصدر مطلع بوزارة الخارجية و التعاون « للعلم » أن السيد سعد الدين العثماني الذي أجرى مباحثاث مكثفة مع قادة و مسؤولين أفارقة في العاصمة الاثيوبية أديس أبيا أهمها تلك التي جمعته بالرئيس الدوري الجديد للاتحاد الافريقي و رئيس جمهورية البنين، توماس بوني ياي قد تلقى اقتراحا من الرئيس البوركينابي بليز كومباوري للقيام بدور و مبادرة في إتجاه عودة المملكة الى التجمع الافريقي التي قدرت واغادوغو نقلا عن ذات المصدر بأنها « ضرورية» . الامتداد الافريقي و القاري للديبلوماسية المغربية الحاضر بقوة في البرنامج الحكومي والسعي الحثيث للخارجية المغربية على لعب أدوار أكثر أهمية و حضور على النطاق القاري كلها مؤشرات تجد ترجمتها في الأجندة المكثفة للمشاورات التي أجراها سعد الدين العثماني مع رؤساء و وزراء خارجية عواصم نافذة بالقارة السوداء بدءا من البنين (المترئسة للاتحاد الافريقي السنة الجارية ) و مرورا بغينيا الاستوائية و الغابون و ساحل العاج و اتحاد جزر القمر فضلا عن إثيوبيا و بوركينافاصو . المغرب أعلن على لسان وزير خارجيته أول أمس من أديس أبيبا أنه سيحتضن شهر يونيو المقبل اجتماعا لوزراء خارجية تجمع دول الساحل والصحراء في أفق إعادة تنظيم هياكله و هو ما يضع المملكة في جوهر ملف محاربة الارهاب والتطرف المتنامي بمنطقة الساحل و الذي كانت ظروف جيواستراتيجية قد حاولت عزله من هذا الفضاء ربما لكبح ما يمكن أن ينتج عنه من ارتدادات قد تبوىء الرباط مكانتها المستحقة و«المجمدة» داخل الفضاءات القارية المؤثرة في الساحة السياسية المحلية و الدولية . الديبلوماسية المغربية اختارت نهج الواقعية والبراغماتية في التعامل مع الشأن القاري عبر التخلي عن منطق المقعد الفارغ و المراهنة عبر كل المؤسسات و المنابر الممكنة للعب أدوار أكثر طلائعية . فهل ستسعف الظروف و المستجدات و التطورات الاقليمية و الدولية هذه الدينامية الجديدة للتقدم في مسار التحول الى قوة سياسية فاعلة ومؤثرة بالأوساط الاقليمية و القارية و هل ستنعكس إيجابا على سير الملفات السيادية للمغرب و في طليعتها ملف وحدتها الترابية ذلك ما ستجيب عنه الأشهر و السنوات المقبلة: