في إطار المقاربة الجديدة التي إعتمدتها الدبلوماسية المغربية خلال العشر سنوات الاخيرة في التعامل مع ملف علاقات بلادنا مع إقريقيا، يتواجد وزير الشؤون الخارجية سعد الدين العثماني بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا التي تحتضن القمة 18 للإتحاد الافريقي. ومن المرتقب أن يجري الوزير لقاءات مع نظرائه في عدد من الدول الافريقية للتباحث معهم حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية ، ولبسط تطورات ملف قضيتنا الوطنية . بالرغم من أن الرباط قررت في نهاية 1984 الانسحاب من هذا التجمع القاري لإعترافه بالجمهورية الوهمية التي أطلقت عليها الجزائر إسم«الجمهورية الصحراوية». أولى لقاءات العثماني كانت مع وزيري خارجية كينيا ودجيبوتي ، وقد صرح المسؤول المغربي أن المغرب عازم على تعزيز علاقات التعاون الممتازة التي تجمعه بكينيا وجيبوتي في المجالين السياسي والاقتصادي. وأوضح العثماني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب مباحثات منفصلة مع وزيري خارجية البلدين، ين موزيس ويتانغولا ومحمود علي يوسف، أن «المغرب يعمل على توطيد تعاونه مع كينيا ودجيبوتي». وذكر أن المباحثات تناولت سبل إعطاء دينامية جديدة للتعاون الثنائي وتوحيد المواقف في ما يتعلق بالتطورات الأخيرة بالمنطقة وتنسيق الجهود للنهوض بالتعاون جنوب-جنوب، خدمة للتنمية ورفاهية القارة الإفريقية. وتحدث العثماني عن عدة مشاريع جارية للتعاون بين المغرب والبلدين المذكورين، من بينها الكهربة القروية وإحداث خط جوي مباشر بين الدارالبيضاء ونيروبي. وأبرز أن مباحثاته مع المسؤولين الكيني والجيبوتي تطرقت أيضا الى الدور الهام للمغرب، كعضو غير دائم في مجلس الأمن، في الدفاع ونصرة القضايا العادلة للقارة الإفريقية، معربا عن ارتياحه لدعم كينيا ودجيبوتي للوحدة الترابية للمملكة. وكان العثماني مرفوقا خلال هذه الزيارة بوفد يضم أساسا بن علي عاشور، مدير ديوان الوزير، وبندحان عبد اللطيف، مدير الشؤون الافريقية بالوزارة. يذكر أن العاصمة الإثيوبية تستضيف القمة 18 للاتحاد الإفريقي الذي انسحب منه المغرب عندما كان اسمه منظمة الوحدة الإفريقية. وهي أول قمة تعقد بعد مقتل مؤسس الاتحاد العقيد معمر القذافي، الذي كان يساهم بحصة مرتفعة في ميزانية الاتحاد. تجدر الإشارة إلى أن الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، يشارك في القمة إلى جانب رئيس وزراء ليبيا عبد الرحيم الكيب، وأحمد أويحيى الوزير الأول الجزائري. وليست هذه المرة الأولى التي يتزامن فيها وجود رئيس الدبلوماسية المغربية مع انعقاد القمة الإفريقية. حيث يستغل تلك المناسبة لإجراء اتصالات ومباحثات مع المسؤولين من بعض الدول الإفريقية. وتعتبر زيارة العثماني لإثيوبيا الأولى منذ تعيينه وزيرا للخارجية.