وجهت أحزاب الأغلبية المشكلة للحكومة رسالة سياسية خلال أطوار التصويت على رئيس مجلس النواب في الجلسة التي دعي إليها الأعضاء المنتخبون في مجلس النواب برسم استحقاق الخامس والعشرين من نونبر الماضي. وأبان النواب المنتمون للأغلبية عن درجة عالية من التنسيق والانضباط والانسجام بناء على سلسلة الاتفاقات والمشاورات التي انطلقت منذ تعيين رئيس الحكومة الجديد، حيث صوت كل الأعضاء المنتمين لهذه الأحزاب وبدون استثناء يذكر على مرشح الأغلبية كريم غلاب، بخلاف الانتخابات السابقة لرئاسة مجلس النواب والتي كان يشوبها بعض الانقسام ولم يكن مرشحو الأغلبية يحصلون مائة في المائة من أصوات الأغلبية وبذلك تكون الأغلبية قد شرعت في تنفيذ مضامين ميثاق الأغلبية الحكومية الذي تم توقيعه الجمعة الماضية ويقوم على أربعة مرتكزات في من بينها التشارك في العمل والتضامن في المسؤولية، وينص هذا الميثاق على آلية التحالف بمجلس النواب والذي يتكون من رؤساء فرق أحزاب التحالف الحكومي وتكون رئاسته سنوية تبدأ حسب ترتيب عدد المقاعد. وبخصوص النتائج التي أسفرت عنها عملية التصويت فقد آلت إلى مرشح الأغلبية كريم غلاب الذي حصل على 222 صوت من أصل 320 صوت، فيما حصل محمد عبو مرشح حزب التجمع الوطني للأحرار على 82 صوتا، بينما احتسب 16 تصويتا ملغى، وامتنع 75 عضواً عن التصويت، وبالنظر إلى عدد الأصوات المحصل عليه لم تكن حاجة للاحتكام إلى الدور الثاني كما كان في مرات سابقة حيث كان يضطر المجلس في أكثر من مرة إلى إجراء دور ثاني وثالث لأنه لم يكن أحد من المرشحين يحصل على الأغلبية المطلقة حتى حينما ترشح شخص واحد لهذه المهمة لم يحصل على الأغلبية المطلقة في الدور الأول. يذكر أن فريقا الاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري انسحبا من جلسة التصويت حيث تمسكا بموقفهما من وجود حالة التنافي في ترشيح كريم غلاب مما اعتبراه مناقضا للمقتضيات الدستورية.