أطلّ جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، في حديث خاص مع إل بي سي الفضائية اللبنانية، وفي أول حديث مطوّل له منذ أن بدأت ويكيليكس نشر الوثائق الدبلوماسية التي عرفت ب”كايبل غايت". توّجه الإعلامي مرسال غانم مقدم برنامج "مباشر مع مارسيل" الذي يقدم على قناة إل بي سي اللبنانية وفريق عمله إلى منطقة "نورفولك" شمال لندن على بعد 4 ساعات من وسط العاصمة لملاقاة أسانج في المنزل الذي يسكن فيه تحت المراقبة والإقامة الجبرية منذ نحو العام تقريباً. تحدث أسانج بداية عن وضعه القانوني وكونه تحت الإقامة الجبرية دون صدور تهم بحقه واصفاً هذا الوضع بأنه "غريب" لأن أيًا من السويد أو الولاياتالمتحدة لم توجها له اتهاماً بأي جريمة، وتحدث عن صدور قرار المحكمة في الثاني من نونبر وقال "أعتقد أنه توجد فرصة 30 % بأن نربح وهناك فرصة 30 % بأن يكون الحكم مختلطاً أي أن نربح شيئاً ونخسر شيئاً و40% احتمال أن نخسر بالكامل، وإذا كان الحكم مختلطاً فقد تكون هناك فرصة للإستئناف، إن ربحنا بالكامل فسيمنح الإدعاء حق الإستئناف". وتحدّث أسانج عن أحد مساعديه ويدعى جايكوب يعمل على برامج كمبيوتر لوقف الرقابة، وقد نصح ويكيليكس في قضايا وقف الرقابة عليه والمساعدة في حماية الناس الذين يقدمون المعلومات، ورغم ذلك فتمّ احتجازه 12 مرّة من قبل الولاياتالمتحدة، بدون وجود تهمة ضدّه. وتابع أسانج الحديث عن الحصار المالي الذي تتعرض له المؤسسة والذي كلفّها خسارة 95 % من الموارد التي تأتي بشكل مباشر عبر المتبرعين حول العالم. وأعرب أسانج عن أسفه لكون ويكيليكس لم يعد بإمكانها استلام المال عبر الإنترنت بسبب هذا الحصار المالي وسأل "ما الفرق بين الرقابة التي تمارسها الولاياتالمتحدة أو بريطانيا مقارنة بالرقابة التي تمارس في اليمن أو إيران؟ الرقابة متطورة أكثر في الولاياتالمتحدة ومتطورة أكثر سياسيًا لكنها نفس السياسة التي تمارس". وعن المنزل الذي يقيم فيه حالياً قال "هذا المنزل لصديق حميم لي (فوجان سميث) وهو مراسل حربي أصيب عدة مرات أثناء تغطية الحروب في أفغانستان والعراق وفي مناطق أخرى وعندما سجنتني الحكومة البريطانية في دجنبر العام الماضي عرض هذا المنزل كمكان أوضع فيه، كان ذلك بمثابة سجن، أو إقامة جبرية في منطقة نائية من الريف لكنه لم يكن سيئًا كالسجن". وقال أسانج: "في السنتين الماضيتين تعرضت ويكيليكس لهجمات دعائية كما تعرضت شخصياً لهذه الهجمات في محاولة لوقف ما ننشره". وتابع: "عندما أنظر إلى العالم وأرى عذاباً لدى الناس، أشعر بأن عالمي مصّغر وأن تجربتي وسعادتي مصغرتان برؤية عذابات الآخرين لذا أريد أن أغير العالم ليعيش عذابًا أقل". وتابع أسانج قائلا "ويكيليكس حققت نجاحات كبيرة في السنوات ال 5 الماضية ونحن فخورين جداً بالعمل الذي قمنا به ومن المبكر جدا رؤية النتائج". وعن التغيّرات في الدول العربية قال "حصلت تغييرات كبيرة في ليبيا لا نعرف بعد إن كانت تلك التغييرات إيجابية أم سلبية، هناك تغييرات كبيرة في تونس كان لنا بعض التدخل في ذلك ويبدو أن تلك التغييرات ستكون إيجابية، حصلت تغييرات كبيرة في مصر ويبدو على الأرجح أنه ستكون تغييرات إيجابية لسنا واثقين بالكامل. وتابع أسانج: "كان لنا بعض التدخل في دول أخرى مثل البيرو حيث كانت الإنتخابات في البيرو مؤثرة بشكل كبير ويقول أبناء البيرو إنها نتيجة لما نشرناه". وقال أسانج "خلال مشاغبات لندن رأينا ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا يدعو إلى حصار موقع ال "فيس بوك" وهاتف ال "بلاك بيري" وجعل أجهزة الإستخبارات البريطانية تراقب ما كان يحصل وهو ما كان يفعله حسني مبارك في مصر أثناء الثورة المصرية، الحكومة البريطانية ألقت باللوم على ال "بلاك بيري" بشأن أحداث الشغب في لندن مدعية أن رسائل ال "بلاك بيري" استعملت لتنظيم الشغب ولهذا رأيتم تصاريح كاميرون الذي قال إنهم سيراقبون ويمنعون ال "بلاك بيري"، كان من الغريب رؤية هذا بعد أن قال مبارك نفس الشيء". وتحدث أسانج عن الإعلام الغربي الذي لم يتعاون في نشر وثائق تفضح ممارسات إسرائيل وقال: "المشكلة هي أن وسائل الإعلام لا تذيع ما نشرناه عندما يتعلق الأمر بإسرائيل"، وأضاف أن بعض هذه الوسائل حاولت تحريف أو حذف معلومات قد تضر بمصلحة الدولة العبرية. ولدى سؤاله عن تعاونه مع جريدة الأخبار اللبنانية قال "صحيفة الأخبار هي من الأبعد عن الولاياتالمتحدة وإسرائيل وهما الدولتان اللتان لديهما دور تلعبانه في لبنان وسمعت أنه كانت هناك تداعيات كثيرة حيال ما تم نشره"، وذكر أن حسن نصر الله، أمين عام حزب الله طلب من إدارة الجريدة تسليمه البرقيات لكن الجريدة رفضت مما تسبب بتباعد بين الجانبين.