تقدم المحققون السويديون بأستئناف ضد قرار قاض بريطاني باطلاق سراح مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج بكفالة، الامر الذي يعني تأخير اخلاء سبيله حتى البت بطلب الاستئناف. وكان قاض بريطاني قد حكم بالإفراج المشروط بكفالة عن اسانج، بعد مثوله امام محكمة ويستمنستر لتقديم ثاني طلب للافراج عنه بكفالة. وقالت جنيفر روبنسون، محامية أسانج، ان عشرة شخصيات بارزة من بين عشرات الاشخاص الذين عرضوا تقديم ضمانات للإفراج عن موكلها بكفالة من الاحتجاز. وتتضمن هذه الضمانات الإقامة الجبرية، وحجز جواز السفر فضلا عن ارتداء سوار تعقب الكتروني، وتسجيل حضوره في مركز الشرطة كل مساء . المحاولة الثانية ويكافح اسانج من اجل تجنب ترحيله الى السويد، وكانت هذه هي المحاولة الثانية لطلب الإفراج بكفالة منذ اعتقاله على خلفية صدور مذكرة اعتقال من الشرطة الدولية (الانتربول) لتحقيق معه حول مزاعم بجرائم جنسية واغتصاب. وينفي اسانج التهم الموجهة اليه ويقول ان وراءها دوافع سياسية وتهدف الى تشويه سمعته. وقال مارك ستيفنز من فريق دفاع اسانج انه ستتم جلسة الاستماع الى استئناف المحققين السويدين خلال ثمان وأربعين ساعة، يبقى أسانج خلالها قيد التوقيف. وقال متحدثا خارج مبنى المحاكمة "ان السويديين لن يلتزموا بقرار الحكم، فهم يريدون ان يتسببوا بالمزيد من المشاكل لأسانج والمزيد من النفقات والمزيد الصعوبات". واضاف: "انهم بوضوح لن يدخروا اي نفقات لابقاء اسانج في السجن". وقد تجمع الثلاثاء حشد كبير من المتظاهرين والصحفيين وعدد من الشخصيات المعروفة المدافعة عن اسانج امام مبنى محكمة وستمنستر التي استمع فيها لطلب الافراج عن اسانج. وقد نجح محامو اسانج في ضمان حق الافراج المشروط عنه بكفالة وصلت الى ما مجموعه 240 الف جنيه استرليني. وأفاد مراسل بي بي سي أن جميما خان، الزوجة السابقة لنجم الكريكيت الباكستاني السابق عمران خان، من بين تلك الشخصيات التي تقدمت بعروض ضمانات للإفراج عن أسانج. وكان أسانج قد وصل في وقت سابق من اليوم إلى مقر محكمة ويستمنستر وسط العاصمة البريطانية لندن في عربة شرطة وسط إجراءات أمنية مشددة ومتابعة كثيفة من قبل وسائل الإعلام المحلية والعالمية. وكان أسانج، البالغ من العمر 39 عاما، قد أنكر شبهة الاعتداء الجنسي على امرأتين في السويد. مايكل مور وانضم المخرج الأمريكي مايكل مور الى الحملة، وأعلن انه سيدفع 20 الف دولار لأسانج لمساعدته على دفع الكفالة التي قررها القضاء البريطاني. وقال انه سيضع موقعه الخاص تحت تصرف ويكيليكس لمساعدته على بث معلومات سرية. وأوضح مور "قدم محامو مؤسس ويكيليكس جوليان اسانج وثيقة صادرة عني تؤكد اني دفعت 20 الف دولار لمساعدته على دفع الكفالة". وأضاف: "خضنا الحرب في العراق على اساس كذبة. قتل مئات آلاف الأشخاص. تصوروا فقط ما كان سيحصل لو كان موقع ويكيليكس حاضرا في مواجهة الرجال الذين خططوا لجريمة الحرب هذه عام 2002. ربما لما كانوا اطلقوا النار على هذا الشكل". واخرج مور فيلم "فهرنهايت 9/11" الذي ينتقد الغزو الامريكي للعراق. هجمات الكترونية وكانت المحكمة البريطانية المذكورة قد رفضت الأسبوع الماضي طلب الإفراج عن أسانج بكفالة، وذلك على الرغم من مطالبة أنصاره بإطلاق سراحه. يذكر أن أسانج وُضع في زنزانة انفرادية في سجن واندوورث في لندن على خلفية في أعقاب اعتقاله. وقالت المحامية جينفر روبنسون إن مسؤولي سجن واندسوورث اتخذوا هذا القرار "حرصا على سلامته". وأضافت أنه أبلغها بعدم وجود علاقة له بالهجمات التي شنت على مواقع عدة شركات مالية قررت مقاطعة ويكيليكس، وأن هذه الهجمات هي محاولة متعمدة لربط شركته بقراصنة الإنترنت. من جانبه، رأى ألان فريدمان، مدير الأبحاث في معهد بروكينغز في الولاياتالمتحدة، أن "المجهولين" المسؤولين عن الهجمات المعلوماتية نجحوا في "إثارة البلبلة، لكنهم لا يزالون بعيدين عن تحقيق أي شيء دائم الأثر". يقول مسؤولون في سجن واندسوورث أنه الخطوة جاءت حرصا على سلامته يشار إلى أن نشطاء الإنترنت عطلوا موقع الادعاء الهولندي الجمعة الماضية لفترة وجيزة بعد اعتقال فتى عمره 16 عاما يُشتبه بأنه شارك في الحملة الإلكترونية التي استهدفت شركات مثل ماستركارد وباي بال. في هذه الأثناء، تواصل ويكيليكس نشر البرقيات الدبلوماسية الأمريكية التي ظهر منها حتى الآن أكثر من 1200 وثيقة من أصل حوالي ربع مليون وثيقة سرية يؤكد الموقع أنها بحوزته. وكان آخر تسريبات ويكيليكس نص برقية سرية موجهة من السفارة الأمريكية في لندن وتتحدث عن "قلق" واشنطن حيال "التقدم الطفيف" الذي أحرزته بريطانيا بمعالجة التطرف على أراضيها، لاسيما وسط الجالية المسلمة. وأبدى عدد من القادة من بينهم الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين دعمهم لاسانج.