عقد المكتب النقابي لوكالة المغرب العربي للأنباء اجتماعا يوم الثلاثاء 4 أكتوبر خصص أساسا لاستعراض الأوضاع في هذه المؤسسة، على إثر الإضراب الذي خاضه الصحافيون مؤخرا ومناقشة أولويات المرحلة الحالية بما يواكب تطلعات وانتظارات الجسم الصحافي بالمؤسسة. وسجل الاجتماع، الذي ترأسه الأخ يونس مجاهد رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، بارتياح، الأجواء التي جرت فيها عملية انتخاب ممثل الصحافيين مؤخرا، والتي أسفرت عن انتخاب عضوي المكتب النقابي الأخ حميد كرضة ممثلا للصحافيين والأخ عبد الجليل البوخاري نائبا له، الأمر الذي يعكس التفافا واسعا من لدن الصحافيين والصحافيات حول الحركة النضالية لنقابتهم في مرحلة حساسة من مسار وكالة المغرب العربي للأنباء. وإن النقابة الوطنية للصحافة المغربية لتجدد في هذا الإطار التنويه بحالة التعبئة النضالية، التي مافتى صحافيو الوكالة يعبرون عنها، ضمن حركة جماعية فعالة ومسؤولة، تتوخى تجاوز حالة الركود والانسداد التي دخلتها المؤسسة خلال السنوات الماضية والدفع في اتجاه الاستجابة لمطالبهم المادية والمهنية والاعتبارية. وفي سياق تدبير مرحلة ما بعد الإضراب الناجح الذي خاضه الصحافيون، احتجاجا على فرض نظام جديد للتوقيت بدل فتح ورش الإصلاح الهيكلي للوكالة، تؤكد النقابة عزمها على رفع العناوين الأساسية للإصلاح خلال المرحلة المقبلة انسجاما مع حيوية النقاش العمومي حول التحديث المؤسساتي والديموقراطي لمختلف المؤسسات الوطنية، بما في ذلك مؤسسات الاعلام العمومي. ويتعلق الأمر بأجندة حافلة تأمل النقابة تفعيلها في إطار حوار جاد ومسؤول مع الإدارة العامة للوكالة وبانخراط قاعدي أوسع للجسم الصحافي بوصفه المعني الأول بهذا المشروع الذي يشمل بلورة مخطط مهني واضح للمؤسسة وإرساء الآليات المتعارف عليها عاليا للديمقراطية الداخلية، ومن جملتها تشكيل مجلس للتحرير ووضع ميثاق للتحرير، وتعزيز معايير الشفافية والموضوعية في مراكز المسؤولية على المستويين المركزي والجهوي خصوصا مع قرب الإعلان عن حركة جديدة من التعيينات في المكاتب الدولية وإطلاق ورش مراجعة النظام الأساسي للوكالة وإعادة النظر في نظام التعويضات. وستنظم النقابة الوطنية للصحافة المغربية جمعا عاما دراسيا، يوم السبت 15 أكتوبر 2011 على الساعة العاشرة، بمقرها المركزي، يخصص لعرض محاور الملف المطلبي الإصلاحي بما يجعله مشروعا منبثقا من أفكار وتجارب صحافيي وصحافيات الوكالة وخصوصيات هذه الأخيرة، كما يخصص الاجتماع لتشكيل تنسيقية نقابية للوكالة من أجل تعزيز قدرتها التنظيمية على مواكبة تطلعات الصحافيين، والاستجابة لملفهم المطلبي. إنها تسجل بأسف استفحال بعض المناورات المكشوفة على مستوى التحرير، من طرف بعض المسؤولين، بقصد شق الجسم الصحافي من خلال تكريس منطق الولاءات الشخصية وممارسة الاستقطاب عبر التلويح بالامتيازات. وفي الوقت الذي تعرب فيه النقابة عن قناعتها بلا جدوى هذه الممارسات، فإنها ترى أن من شأنها أن تزيد من فجوة عدم الثقة بين الصحافيين والمسؤولين، فضلا عن أنها تنافي مضمون الشعارات الإصلاحية التي رفعتها الإدارة الجديدة. في المقابل، فإن النقابة الوطنية للصحافة المغربية ستعرض على مناضليها الالتزام بميثاق أخلاقي يربط الانخراط في منظومة التعيينات الداخلية والخارجية بإرساء آليات شفافة وديموقراطية تضمن المساواة في الفرص وتكرس معايير موضوعية مهنية صرفة بناء على طلب ترشيحات، الأمر ا لذي لا يعفي الإدارة من مسؤوليتها في تفعيل هذه الضمانات. وختاما، إذ تعلن النقابة الوطنية للصحافة المغربية تعبئتها القوية من أجل إسناد حركة صحافي وكالة المغرب العربي للأنباء لتأهيل المؤسسة مهنيا وتلبية مطالبهم المادية والمعنوية المشروعة، فإنها تجدد التعبير عن إيمانها بفضيلة الحوار الجاد مع الإدارة العامة للوكالة، التي عبرت عن نيتها في الإصلاح، انطلاقا من دورها في تحقيق السلم الاجتماعي داخل المؤسسة من جهة وتكريس قيم التشارك والتعاون خدمة لمستقبل الوكالة وتلبية المطامح جسمها الصحافي من جهة أخرى.