لربما أبدو مهووسا شارد العِقالْ إن شطحتْ بعيدا بي عجائبُ الخيالْ وابتاعتْ بأيامنا الكئيبة يوما جديدا واعدا مفاجئا بلا أقواس نصر وتهليلٍ وجوقاتِ الجاهزينْ النافخين في كل نفيرْ جاهزْ . يا حبذا صحيفة عذراء تأبى أن يغتصبها حبرٌ موبوء عاهر مأجور ولا يطال سطرا من سيرتها البيضاء سوى نشيد صادقٍ بهيج بسعادة إنسانْ كشعلة تلوح من سفينة بليلْ احتفاء بنجاتها من غرق وشيكٍ واستوائها على أرضٍ مأنوسة بضوء صوت الناسِ وشيوع الممكنات وإباحة الأحلام بما لم يحلم طائرٌ في لحظة الإقلاعِ نحو لانهائياته القصوى وراء البحر والصحراء. يكفيني من اليوم صبحٌ قادم خجولْ وفرحةُ أطفال راشدين ساهرينْ بدهشة أولى كشأن الطفل في انتظار صبح العيد. يبدو لي ذاك اليومُ في صفاء ضوء الكون اللانهائي، يوما إنسيا واجب الوجود الناس فيه بشر ٌ وأُمة الأشجار والطيورْ أمثالهمْ يختلفون ، في كبيرة وفي صغيرة لكنهم في آخر اللقاء يصفحون. والله نور بينهم خفيٌّ في الضمائرْ وظاهر في الحب والحياة ، (هما لديه كائنان من نسيج واحد،) وليس لغوا شائعاً محجوباً في عمى ضبابٍ خالٍ من معناه كعملة قديمة ملغاة . لربما أبدو رشيدا ثابت الأقدامْ لو حطتْ بي أجنحةُ الخيالْ على أرض خلاءْ سوى من كائنات أو أشباح تفر من أجسادها الظلالُ وتهجرها الأحلام، تدب أو تهيم دون رائد على طريق ينتهي إلى دوامة بلا أبوابْ أو ساحة أكباش وذبائح لربما أبدو غريبا غائبا في وهم اللانهائي منبهرا بضوء أبدي متوهج قديم مجهولٍ ومعلوم ومحتمل وواقع مراوغٍ لطالما أيقظني سعيدا مثل طفل في صباح يوم عيد مفتونا بألعابه الجديدة وحلمِه الضوئي وأسئلة مبتورة من فصْلة الحكاية التي يحيا ألغازَها بقلق وليد وتليدْ . في ليلة يبدو الضوء بها قريبا قاب رمشتيْن، يلتبس الأمر عليَّ، لا أدري ألحظة ميلاد هيّ، أم أنا على مسافة من موتي قاب شهقتيْن. يا أسفَى على من لم يوقِدْ من قبل ُ شعلةَ قنديل من ترابْ، على من لم يميز قَطُّ لونَ النحل عن لون الذباب، على من يتناءى عمدا عن كنز الطفولة ويحيى في دوارة تخاف كلَّ شيءٍ وتفتقد الكينونة. يا حظَّ من يغدو على بستانه صباحاً بعد ليلة أحلامْ يقضيها بين زهرة وطلٍّ يتبادلان الحبَّ والأنخابْ. يونيو 2011