يبدو أن مهنيي القطاع الفلاحي بالمغرب نفد صبرهم تجاه الضغوطات والمناورات التي يمارسها بعض اللوبيات ومجموعات الضغط داخل البرلمان الأوروبي، والتي يقودها ، بالأساس ثلاثة أعضاء في مقدمتهم الفرنسي جوزي بوفي، الى جانب بعض الأوساط السياسية والإعلامية، خاصة في إسبانيا وإيطاليا التي لاتترد في نفث سمومها ضد المغرب بمناسبة أوبدونها. وهكذا قررت الجمعيات والمنظمات الممثلة لمختلف فروع القطاع الفلاحي بالمغرب، في خطوة أولى تنظيم ندوة صحفية يوم الاثنين 18 شتنبر بالدار البيضاء، بهدف فضح مختلف مظاهر هذه المناورات والضغوطات التي كانت نتيجتها تأخير المصادقة على الاتفاق الفلاحي من قبل البرلمان الأوروبي بعدما تمت المصادقة عليه من قبل مختلف الدول المكونة للاتحاد الأوروبي. وخلال تقديم وجهة نظر المهنيين بخصوص هذا الملف، أكد أحمد أوعياش رئيس الكنفدرالية المغربية للتنمية القروية أن المهنيين معبأون من أجل الدفاع عن الفلاحة المغربية وعن الاقتصاد الوطني، مبرزا أن مصداقية الاتحاد الأوروبي في علاقته بالمغرب أصبحت تحت رحمة ثلاثة أعضاء لايجمع بينهم من مواقف سوى العداء غير المبرر للمغرب ولمصالحه الاقتصادية. ودعا أوعياش مختلف القطاعات الحكومية والبرلمان وممثلي القطاع الفلاحي المغربي إلى التعبئة الشاملة من أجل دفع البرلمان الأوروبي إلى الاسراع بالمصادقة على الاتفاق الفلاحي الذي انطلقت المفاوضات حوله منذ سنة 2006، وصادقت عليه الدول الأوروبية الأعضاء بعد مرور ثلاث سنوات، ومنذ ذلك الحين وهو يراوح مكانه داخل البرلمان الأوروبي، مؤكدا أن النجاح في هذه العملية مسألة حياة أو موت بالنسبة للفلاحة المغربية والمكانة التي يحتلها المغرب في علاقته بالاتحاد الأوربي. مشيرا الى أن المغرب يمكنه أن يعطل مختلف الاتفاقات التي تهم قطاعات أخرى إذا استمرت عرقلة عملية التصديق على الاتفاق الفلاحي. وأوضح يونس زريكم نائب رئيس الجمعية المغربية للمنتجين والمنتجين المصدرين للفواكه والخضر أن أغلبية الأعضاء في البرلمان الأوروبي تنظر بشكل إيجابي للاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوروبي إلا أن قلة قليلة جدا تمارس الإدعاءات والافتراءات من أجل عرقلة هذا الاتفاق، ومن جملة هذه الافتراءات أن المغرب منح 700 ألف هكتار من الأراضي السقوية توجد بجنوب المغرب لفائدة صندوق استثماري عربي. وأشار زريكم إلى أن وفدا من المهنيين المغاربة انتقل إلى بروكسيل والتقى أصحاب هذا الإدعاء، وطلب منهم زيارة المغرب للوقوف عن الحقيقة كما هي في الواقع. وصرح زريكم أمام الصحفيين: «قلنا لهؤلاء إذا ثبت إدعاؤكم بخصوص 700 ألف هكتار فإن المغرب سيتنازل عنها لفائدتكم»، مضيفا بالقول إن الوفد المغربي فند جميع ادعاءاتهم لكنهم مع ذلك ، أصموا آذانهم . وتدخل في الاتجاه نفسه كل من أحمدالضراب رئيس جمعية منتجي ومصدري الخضر والفواكه وحمو أوحلي رئيس الفدرالية البيمهنية للحوم الحمراء وفؤاد بنعبدالجليل رئيس التعاونية المغربية للبواكر وممثل الجمعية المغربية لمكيفي الخضر والفواكه.