لم يحظ الخطاب الميتانصي في الشعر بمثل الاهتمام الذي حظي به في السرد، سواء على مستوى الإبداع أم على مستوى الدراسة النقدية. فالخطاب الميتانصي احتل حيزا هاما في الدراسات السردية. وقد طُوِّرَت مناهج دراسته في العقود الأخيرة، إذ أصبح له منظرون متخصصون يمتلكون أدوات تحليل خاصة ومتجددة، يطورونها باستمرار، وتختلف زوايا نظرهم إلى هذا الخطاب لدرجة عدم الاتفاق بينهم في تحديد تسمية موحدة له. وقد تأرجح استعمالهم لهذا الخطاب بين عدة مصطلحات منها: التمثيل الذاتي، والرواية داخل الرواية، وتقعير الشفرة، والسرد النرجسي، والسرد الذي يحيل على ذاته، الميتاقص، الميتاحكي، الرواية الواعية لذاتها، وغير ذلك من المصطلحات المتداخل بعضها في بعض، والمتناسل بعضها من بعض. أما في الحقل الإبداعي فقد تضمنت الروايات الغربية والعربية هذا الخطاب بقوة، مع تفاوت بارز في الحيز الممنوح له داخل فضاءات النصوص الروائية، حيز ينسجم مع جرعة التجريب ومنسوب المغامرة في هذه الرواية أو تلك.