صرح مصدر سياسي رفيع بالحكومة الإسرائيلية أن تل أبيب تجري اتصالات مكثفة مع مصر على المستويين السياسي والأمني، بهدف تخفيف حدة التوتر وتجنب التصعيد والحفاظ على العلاقات الجيدة مع القاهرة. ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية في نشرتها الإخبارية صباح الأحد، عن المصدر الإسرائيلي قوله إن إسرائيل تنوي التعاون مع مصر في التحقيق الجاري في الأحداث التي وقعت في المنطقة الحدودية يوم الخميس الماضي والتي أدت لاستشهاد ثلاثة جنود مصريين، وذلك لاستخلاص العبر من تلك الأحداث. وقال مصدر سياسي آخر إن إسرائيل ومصر غير معنيتين بتزعزع قدرة السلطات المصرية على فرض سيطرتها على منطقة سيناء، مشيرا إلى أن إسرائيل تساهم في تحقيق هذا الهدف كثيرا، وقد وافقت مؤخرا على دخول قوات مصرية إضافية إلى سيناء لهذا الغرض. وقدم الرئيس الإسرائيلي "شيمون بيريز" تعازيه للشعب المصري بمقتل شهداء رجال قوات الأمن المصريين الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي، وأضاف بيريز وفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن من مصلحة إسرائيل ومصر على حد سواء أن تبقى شبه جزيرة سيناء منطقة يسودها السلام. وقدم الرئيس الإسرائيلي تعازيه للشعب المصري وعائلات رجال الأمن المصريين الذين قتلوا على الحدود بين البلدين خلال قيامه صباح الأحد بزيارة تعزية لعائلة الرقيب أول "موشيه نافتالي" بالجيش الإسرائيلي الذي قتل في العمليات المسلحة قرب مدينة إيلات يوم الخميس الماضي. من ناحية أخرى رصدت صحيفة "هارتس" الإسرائيلية خلال تقرير لها نشرته الأحد، بمناسبة الأحداث الأخيرة التي وقعت على الحدود مع مصر تاريخ التوتر على الحدود المصرية - الإسرائيلية خلال ال 20 سنة الماضية. وقالت الصحيفة الإسرائيلية أن العملية المركبة قرب مدينة إيلات على الحدود المصرية الإسرائيلية التي ما تزال تداعياتها حاضرة لم تكن الأولى من نوعها، رغم أنها أربكت حسابات إسرائيل، وأدخلت المنطقة في تعقيدات غير محسوبة العواقب مع مصر. وأوضحت الصحيفة أن الحدود المصرية الإسرائيلية شهدت خلال العقدين الماضيين أحداثا وتوترات متفاوتة في حدتها، وكانت أهم تلك الأحداث وفق الترتيب الزمني في أكتوبر عام 1985عندما فتح جندي مصري النار باتجاه مجموعة سياح إسرائيليين في رأس برقة في شبه جزيرة سيناء فقتل سبعة إسرائيليين، ونوفمبر عام 2003 فتح مواطن أردني النار في معبر العربا الحدودي باتجاه مجموعة سياح كانوا عائدين من البتراء فقتل سائحة يهودية، ومن ثم تم قتل المهاجم من قبل حراس المعبر. وفي ديسمبر عام 2003 اجتاز مسلحان الحدود المصرية الإسرائيلية عند النقطة 33 كم شمال إيلات، وأطلقا النار باتجاه سيارة إسرائيلية على الطريق رقم 12، إلا أنهما لم يُصبا أحد. وفي أكتوبر عام 2004 تم مقتل 33 شخص وإصابة أكثر من 100 آخرين في عمليتين في فندق "هيلتون" طابا وفي موقع الاستجمام رأس الشيطان في سيناء. وفي يوليو عام 2005 قتل 88 شخص معظمهم سياح وإصابة نحو 200 آخرين في انفجار 3 سيارات في فنادق ومطاعم في شرم الشيخ، وفي يونيو عام 2010 كشفت قوة من كتيبة "كركال" الإسرائيلية تكتشف وجود 11 مسلحاً على بعد نحو 40 كم شمال إيلات، وتفتح النار باتجاههم فتقتل أحدهم، وانسحب الباقين إلى داخل مصر.