شب حريق مهول بأحد معامل صناعة الأحذية المعدة للتصدير ببوسكورة حوالي الساعة الرابعة والربع بعد الزوال من يوم الجمعة الماضي. وحضر إلى عين المكان السيد عامل إقليم النواصر و السلطات المحلية و الدرك الملكي و القوات المساعدة. واشتعلت النيران في البداية بأحد أجنحة المعمل لتنتشر بسرعة لوجود مواد بلاستيكية و كارتونية وكيماوية قابلة للاشتعال. ولازالت أسباب الحريق مجهولة. ولولا الألطاف الإلهية ومغادرة العمال لحدثت كارثة بشرية. ويمكن تسجيل الملاحظات التالية : -رغم يقظة الحارس فلم يكن يتوفر على مفاتيح المعمل للتدخل الفوري. - وجود المعمل في منطقة عشوائية و بالتالي لا يتوفر على مأخذ مياه الحريق - -عدم حضور رجال المطافئ آلا بعد ساعة من إندلاع الحريق وتم جلب المياه بعد مد القنوات لمسافة حوالي800 متر . وتم استدعاء وحدة الإطفاء مختصة من مطار النواصر و رغم الجهود المبذولة فقد أتى الحريق على كل المواد الجلدية و الكيماوية و الآلات. حيث تقدر الخسائر بحوالي 2 مليار و نصف وهنا نتساءل عن جدوى التدخل إذا لم يحد من الخسائر. وتعالت أدخنة النيران لتلوث المنطقة و محيطها. - ولم يتم السيطرة على الحريق إلا في ساعات متأخرة من الليل. - وقد تم تشريد حوالي 450 عامل و عاملة أصبحت بين عشية و ضحاها محرومة من مورد رزقها وهي تواجه متطلبات شهر رمضان و عيد الفطر والدخول المدرسي و كانت تتحمل هذا الوضع وتكابر رغم حرمانها من عدة حقوق باستثناء الضمان الاجتماعي . - إن هذا الحريق يعد الثالث من نوعه في المنطقة مما يحتم إعادة النظر في الوحدات الصناعية العشوائية و مراقبتها لتوفير الحد الأدنى من شروط السلامة و الحقوق الاجتماعية. وإحداث مركز للوقاية المدنية ببوسكورة لكونها تحتضن عدة مراكز صناعية و لقربها من غابة بوسكورة.