يبدو أن حبل الوصال بين المندوبية السامية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير وبعض أعضائها انقطع ولم يعد ممكنا إعادة اللحمة إليه، وانتقل هذه المرة إلى إعلان حروب ضروس في الفضاءات العامة، وهكذا اختار مجموعة من المعارضين تنظيم وقفة احتجاجية صبيحة يوم السبت الماضي 18 يونيو بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء تزامنا مع إحياء الذكرى 55 لليوم الوطني للمقاومة والذي يقترن بذكرى الوقفة التاريخية لجلالة الملك المغفور له محمد الخامس والذكرى 57 لاستشهاد بطل التحرير محمد الزرقطوني، ولم يتأخر المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ورئيس المجلس الوطني المؤقت لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في إصدار بيان شديد اللهجة جاء فيه أنه »وقد تناهى إلى علم المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أن هذه التحركات المشبوهة واللامسؤولة وراءها بعض العناصر المحسوبة على أسرة المقاومة وجيش التحرير، وهما عضو المجلس الوطني المؤقت لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ورئيس المجلس الإقليمي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالخميسات . وذهب الحال ببعضهم إلى افتعال وقفة صباح السبت 18 يونيه 2011 بمقبرة الشهداء بالدارالبيضاء ضمت مجموعة من الأشخاص ليست لهم أية علاقة عضوية بأسرة المقاومة وجيش التحرير تعمدوا إثارة الموضوع في أجواء إحياء الذكرى 55 لليوم الوطني للمقاومة الذي يقترن بذكرى الوقفة التاريخية لجلالة المغفور له محمد الخامس بمقبرة الشهداء في 18 يونيه 1956، والذكرى 57 لاستشهاد البطل محمد الزرقطوني . ومن الجدير بالإشارة أن هذه العناصر التي كان يقودها عضو المجلس الوطني المؤقت ورئيس اللجنة المحلية لعمالتي أنفا الفداء مرس السلطان والتي حاولت تعكير صفو أجواء وقفة الترحم على قبر الشهيد، لم تكلف نفسها عناء حتى احترام طقوس الترحم على الشهيد البطل محمد الزرقطوني وكل شهداء الحرية والاستقلال وشرفاء الوطن الميامين . والمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وهي تعلن لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير عن مثل هذه التصرفات الصادرة عن عناصر لا تمت بصلة لرعيل المقاومة، فهي تعتبرها خروجا عن قيم وأخلاق المقاومة في ذكرى اليوم الوطني للمقاومة، بل وتخدش قيمتها ورمزيتها التاريخية والوطنية التي يعتز بها المغاربة أيما اعتزاز . ولا يسعها وهي تحرص على مواصلة إحياء الذكريات التاريخية الوطنية تجسيدا ووفاء لواجب الذاكرة وعملا بالتوجيهات الملكية السامية التي حملها الخطاب التاريخي لملحمة ثورة الملك والشعب في 20 غشت 1999 إلا أن تستنكر الممارسات المشبوهة والمنافية لأبسط قواعد السلوك المدني وشمائل المكارم. وهي تؤكد مجددا للمرفوضة طلباتهم الحصول على صفة مقاوم، أن الموضوع منتهي ومحسوم فيه نهائيا ولا داعي لمعاودة طرحه تحت أية ذريعة أو بأية وسيلة طالما أنه لم يعد مسموحا بها قانونيا وموضوعيا وواقعيا .