اختتمت يوم السبت 14 مايو 2011 مساء فعاليات المهرجان الوطني للفيلم التربوي بفاس، الذي نظمته الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس بولمان بشراكة مع جمعية فضاء الإبداع للسينما والمسرح، بدعم من عدة مؤسسات عمومية وخصوصية. هذا المهرجان الذي تواصل تنظيمه طيلة ثلاثة أيام من 12 إلى 14 ماي الجاري عرف برنامجا مكثفا تراوح بين العروض السينمائية والأوراش التكوينية وموائد مستديرة، وقد حضرته عدة فعاليات سينمائية وتربوية وإعلامية بالإضافة إلى أكثر من أربعين ممثلة وممثلين للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين لمختلف الجهات المغربية الست عشرة. عرف حفل الافتتاح عرض فيلم "باسم والدي" للمخرج عبد الإله زيرات، كما تم عرض ستة أفلام تربوية قصيرة ضمن المسابقة الرسمية وثلاثة أفلام أخرى خارج المسابقة. وتم تنظيم ورشة تكوينية في صبيحة اليوم الثاني تمحور موضوعها حول "تقنيات كتابة السيناريو" نشطها الكاتب والسيناريست يوسف فاضل. أما الناقد السينمائي عمر بلخمار فقد ألقى درسا في السينما خصص موضوعه لتاريخ بدايات السينما في العالم، عززه بصور ولقطات نادرة. وفي الحصة المسائية عرضت ستة أفلام تربوية قصيرة ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان، وستة أفلام ضمن بانوراما الفيلم التربوي المغربي وكلها من إنجاز الأندية التربوية والسينمائية المنتمية للمؤسسات التعليمية. وفي إطار الأفلام الاحترافية الطويلة شاهد الجمهور الفاسي وضيوف المهرجان فيلم"سوينكم ? خمم" للفنان عبد الله فركوس، هذا الفيلم الذي خلف انطباعات إيجابية لدى مختلف الشرائح. و عرف اليوم الثالث من هذه التظاهرة التربوية والفنية تنظيم ندوة وطنية في موضوع: "الأندية التربوية والسينمائية ورهاناتها في الارتقاء بالحياة المدرسية" تدخل فيها كل من خليل الدامون ومبارك حسني وأحمد سيجلماسي ونشطها الباحث حسن يوسفي. وعرفت نقاشا جادا تناول مختلف الجوانب المرتبطة بهذا المكون البيداغوجي الهام. وبالتزامن عرفت رحاب المقهى الأدبي التابع للمركب الثقافي البلدي (الحرية) ورشة تكوينية مهداة من الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري أشرفت على تنشيطها كل من الفنانة نعيمة المشرقي عضو الهيئة والصحفية والحقوقية زكية حادوش واستفاد منها أكثر من ستين طفلا ينتمون إلى سلك التعليم الابتدائي؛ وتمحورت حول دليل حماية الناشئة من الصور والمواد السمعية البصرية غير الملائمة لأعمارهم. ومساء نفس اليوم تم تنظيم مائدة مستديرة شارك فيها المخرجون الشباب المنتمون للأكاديميات والصحفيون وأطرها كل من عبد السلام المساوي (المدير الفني للمهرجان) ومحمد فرح العوان (رئيس جمعية فضاء الإبداع) وإسماعيل إيجي. وتميز حفل الاختتام، الذي حجت لمتابعة أطواره جماهير غفيرة، بفقرات ترفيهية موسيقية وكوميدية، حيث قدمت المجموعة الصوتية عمر الخيام وصلات جميلة من الموسيقى الشرقية وقطعا تراثية مغربية، كما شارك المنشد الصوفي مروان حاجي بابتهالات دينية أخاذة، فيما قدم الثنائي الفكاهي هشام وحمزة فقرات كوميدية استلهماها من أجواء المهرجان. ولعل من أهم الفقرات التي شهدها حفل الاختتام تكريم الفنان والزجال المغربي الكبير حمادي التونسي تقديرا لمساره الإبداعي الطويل والنوعي، حيث قدم عنه الناقد أحمد سيجلماسي ورقة ضافية استحضرت مختلف المحطات التي عرفها مساره الفني الطويل، وتسلم الفنان المعروف درع المهرجان وشهادة التكريم وهدايا مجلس مدينة فاس تحت عاصفة من تصفيقات الجمهور الحاضر، قبل أن يفسح المجال للجنة التحكيم لتقديم حصيلة عملها طوال أيام المهرجان، والتي ترأسها المخرج والسيناريست والمنتج حسن بنجلون، وعضوية الفنانين فاطمة خير وصلاح الدين بنموسى والكاتبين الأديبين ثرية ماجدولين (الأمينة العامة للجنة الوطنية لليونسكو) وعلي القاسمي (الكاتب العراقي المقيم بالمغرب)، حيث عبرت اللجنة عن تنويهها بالمهرجان الوطني العاشر للفيلم المغربي الذي تحتضنه فاس العريقة، والإشادة بالجهود الجبارة التي بذلتها إدارة المهرجان ولجانها اللوجستية والإعلامية والتقنية والتنظيمية، والسكرتارية، ولجنة انتقاء العروض؛ وهي جهود تسهم، ولا شك، في تطوير صناعة الفيلم التربوي المغربية، وجعله أداة فعالة في ترقية التعليم ، والمساهمة في التنمية البشرية ، خصوصاً في ظل النهضة الإصلاحية التي تشهدها البلاد. وفيما يخص عروض المسابقة الرسمية للمهرجان جاء في التقرير الذي قدمته ثرية ماجدولين عضو اللجنة: - أولاً، لمست اللجنة جهداً كبيراً في إعداد هذه الأفلام، وانتهت إلى مجموعة من التوصيات، منها أن تستعين المؤسسات المنتجة للأفلام التربوية مستقبلاً بأطر فنية محترفة من المخرجين ومن المختصين في إدارة التمثيل، وكتابة السيناريو، ومهندسي الصوت والصورة، من أجل رفع المستوى الفني للفيلم التربوي حتى يصل إلى المستوى العالمي المنشود. - ثانياً، تود اللجنة الإشارة إلى أن الفرز لم يكن سهلاً، نظراً لعدم وجود تفاوت كبير بين الأفلام المعروضة، لذلك قررت اللجنة أن تنوّه تنويهاً خاصاً بمجموعة من الأفلام ، إضافة إلى الجوائز. وتناول الكلمة في النهاية حسن بنجلون، رئيس اللجنة ليعلن عن نتائج الدورة التي جاءت على الشكل التالي: أ - التنويهات 1. فيلم " عائلة بابا كريم" من أكاديمية سوس ماسة درعة: التنوية بتقنيات التصوير الثلاثية الأبعاد المستعملة في الفيلم. 2. فيلم " زهرة " من أكاديمية مكناس تافلات: التنويه بالممثلة الطفلة لمياء بنكيط نظراً لأدائها دوراً جريئاً. 3. فيلم " مكتبتي " من أكاديمية طنجة تطوان: التنويه بالفيلم تشجيعاً للأفلام الوثائقية التربوية. 4. فيلم " الشَّرود" من أكاديمية تازةالحسيمة تاونات: التنويه بالسيناريو نظراً لكشفه عن واقع التعليم في القرية، وهي دعوة غير مباشرة لتضمينه في السياسة التربوية. ب - الجوائز 1. جائزة أحسن ممثلة، لفاطمة تيحمودين، في فيلم " تواركيت (الحلم)"، من أكاديمية سوس ماسة درعة: مع التنويه بحُسن التحكُّم في الصورة والصوت في الفيلم. 2. جائزة أحسن ممثل، لياسين بويرمان، في فيلم " تضاد الألوان" من أكاديمية الدارالبيضاء الكبرى، مع التنويه بفكرة الفيلم وموضوعه. 3. جائزة أحسن سيناريو، لفيلم " مشي مراتي" من أكاديمية فاس بولمان، مع التنويه بالأداء الجيد لمحمد الأندلوسي. 4. جائزة أحسن إخراج، لفيلم " 6 x 46 " من أكاديمية فاس بولمان. 5. جائزة أحسن فيلم، لفيلم " فوق السحاب" من أكاديمية الرباطسلا زمور إزعير مع التنويه بالأداء الجيد لأسراء دحاني. هكذا يسدل الستار على الدورة العاشرة من المهرجان الوطني للفيلم التربوي.. هذا الحدث الفني والتربوي الذي أخذ على نفسه أن يرسم أهدافه بوضوح، وأن يجمع نساء ورجال التربية إلى جانب نظرائهم في الحقل السينمائي، ديدنه في ذلك تعزيز منظومة القيم وتحفيز التلاميذ على الإبداع الفني واكتشاف المواهب المخبوءة، و ترسيخ السلوك المدني وأحاسيس المواطنة الصادقة.. وهو مهرجان ينتظر دعما معنويا وماديا قويا من وزارة التربية الوطنية لكونه ينوب عنها في إتاحة فرص اللقاءات الفنية والتربوية، كما ينتظر التفاتة أقوى من المركز السينمائي المغربي، لأنه يحاول جهد المستطاع تكوين مشتل وطني لسينمائيين قادمين بقوة من المستقبل.