دعا الرئيس التونسي المؤقت، فؤاد المبزع ، التونسيين إلى المصالحة الوطنية، معربا عن خشيته على الثورة التونسية من التعثر والتشويش وعدم الاستقرار جراء الاعتصامات والإضرابات، وتعطيل سير بعض المرافق العامة. وقال المبزع ، في كلمة بثها التلفزيون التونسي ، بمناسبة عيد العمال العالمي، إن الشعب التونسي أهدى الوطن ثورة مجيدة تشكل فرصة تاريخية تفرض وحدة الغاية وتتطلب وحدة الصفوف. وأضاف أن ذلك يستدعي المصالحة الوطنية، لتكون فرصة تاريخية فريدة لبناء مجتمع جديد ينبغي أن يقطع مع سلبيات الماضي وأخطائه ، وألا يسقط في فخ تكرارها مع قلب الأدوار حتى لا يعيد التاريخ نفسه تحت مسميات جديدة. وشدد الرئيس التونسي المؤقت، في كلمته ، على أن البناء المجتمعي الجديد يجب أن يتأسس على قاعدة وفاقية صلبة تتسع لكل التونسيين دون استثناء، قاعدة وفاقية تنبذ الضغينة والبغضاء ، وتؤلف بين قلوب أبناء الوطن جميعا. واعترف المبزع بأن الإعجاب والإشادة بالثورة التونسية بدأت تتلوها مشاعر التخوف والخشية من بعض مظاهر التعثر والتشويش وعدم الاستقرار، جراء الاعتصامات والإضرابات وتعطيل سير بعض المرافق العامة. وأكد أن هذه المخاوف حقيقية ، وتجب مقاربتها من موقع المسؤولية الجماعية، باعتبار أن مستقبل الثورة هو مستقبل أجيالنا القادمة ، وهو أمانة في عنق كل تونسي اليوم. ولفت إلى أن هذه الممارسات أخذت تؤثر سلبا على نوايا الاستثمار الخارجي بل حتى على تواصل بعض المشاريع الاستثمارية بالبلاد ، وكذلك على استعادة النشاط السياحي لنسقه العادي. ودعا في المقابل جميع الأحزاب السياسية وكافة مكونات المجتمع المدني في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ البلاد في التأطير والتوعية للمصلحة الحقيقية للوطن التي ينبغي أن يلتزم بها الجميع. وفي تطور مثير ، قام عشرات من سكان مدينة المنستير الساحلية (160 كلم جنوب العاصمة تونس) بمنع حركة النهضة، وهي أبرز تنظيم إسلامي معترف به في تونس، من تنظيم حفل إنشاد ديني في المركز الثقافي للمدينة . وحسب مصدر صحفي فإن عددا من المواطنين منعوا الحركة من تنظيم حفل كان من المقرر أن تحييه فرقة «بشائر» المتخصصة في الإنشاد الديني، وعبروا عن رفضهم تنظيم الحركة أية أنشطة دينية أو سياسية أو ثقافية في المدينة. وأوضح المصدر أنهم رفعوا لافتات كتبوا عليها «لا مرحبا بالنهضويين أو الانتهازيين في مدينة المرابطين المنستير»، ورددوا عبارة «لا إمام سوى العقل في بلاد الفكر والحرية». وعلل بعض المحتجين رفضهم لحضور حركة النهضة في مدينتهم بما أسموه «تطاول» رئيس الحركة راشد الغنوشي على الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة (أول رئيس لتونس المستقلة)، وقالوا إن الغنوشي قال في تصريحات صحفية مؤخرا إن «الرحمة لا تجوز على بورقيبة». وتجدر الإشارة إلى أن بورقيبة ، الذي حكم تونس من 1956 إلى 1987 ، أصدر ،في الثمانينيات من القرن الماضي، حكما بسجن الغنوشي. بينما اعتبر آخر بعض المحتجين أن البرنامج السياسي للأحزاب الدينية ، ومن بينها حركة النهضة ، ينطوي على مخاطر عديدة تتهدد السياحة التونسية. الجدير بالذكر أن محافظة المنستير من أهم المناطق السياحية في تونس، وهي مسقط رأس الرئيس السابق الحبيب بورقيبة.