عادت الرباط يوم أمس الأحد بالمناضلين النقابيين إلى زمن العمل النقابي الموحد الجاد والمثمر، حينما كانت المركزيات النقابية خصوصا الاتحاد العام للشغالين بالمغرب والكونفدرالية الديمقراطية للشغل تضع خلافاتها جانبا وتركز على العمل الوحدوي، حينما كان المسؤولون النقابيون ينزعون معاطفهم الحزبية والسياسية ويلبسون زي الوحدة النقابية وهو ما كان سببا مباشرا في إثمار نتائج إجتماعية إيجابية جدا وساهمت إلى حد بعيد في إنعاش العمل السياسي الذي عرج بالبلاد نحو مسار آخر. خلال يوم أمس احتفلت الطبقة العاملة المغربية بإضافة جديدة تحققت في العمل النقابي الوطني حيث قررت ثلاث مركزيات نقابية وهي الاتحاد العام للشغالين بالمغرب والاتحاد الوطني للشغل والفدرالية الديمقراطية للشغل الاحتفاء بالعيد العمالي العالمي بصفة مشتركة، وهو ما يؤشر على إصرار قيادات هذه المركزيات على مواصلة السير في مسار الوحدة، حيث كانت هذه المركزيات قد قدمت مطالبها بصفة مشتركة خلال الجولة الأخيرة من الحوار الاجتماعي. عشرات الآلاف من الموظفين والأجراء اصطفوا في مسيرة منظمة لم تحل الأمطار الغزيرة التي جادت بها السماء أمس على الرباط دون أن تصل هذه المسيرة إلى نقطة وصولها. مآت اللافتات لأجراء في القطاعين الخاص والعام لخصت المشاكل التي تعاني منها الطبقة العاملة المغربية، ولعلها كانت مناسبة سانحة أمام المسؤولين الذين كان بإمكانهم وهم يتابعون مسيرة المركزيات النقابية الثلاث لأمس الأحد أن يحصلوا على تقييم دقيق للأوضاع العمالية والنقابية في البلاد وأن يطلعوا على أهم المطالب المعبر عنها. مسيرة المركزيات النقابية الثلاث لأمس الأحد بفاتح ماي لم يتسع لها المسار المخصص لها لاستيعاب جحافل العمال والموظفين والمناضلين الذين شاركوا فيها، فحينما كانت مقدمة المسيرة التي ضمت قيادات المركزيات النقابية يقرأون الفاتحة بباب الرواح وهي نقطة الوصول، كان آخر المشاركين في هذه المسيرة لم ينطلقوا من نقطة الإنطلاقة في الساحة الفاصلة بين باب الأحد وساحة وزارة العدل، علما أن المسيرة كانت تمتد بالمشاركين فيها على جزء من شارع الحسن الثاني وعلى طول شارع الحسن الثاني إلى غاية محطة القطار ومن هناك إلى ساحة باب الرواح. وكان المسؤولون النقابيون الإخوة حميد شباط، وعبد الرحمان العزوزي ومحمد يتيم ألقوا مداخلات نقابية مهمة جدا في التجمع النقابي الذي سبق تنظيمه إنطلاقة المسيرة (ننشر نصوصها في صفحة داخلية). وكان غريب وملفت حقا أن يمر حوالي سبعة شباب، من الدخلاء على المسيرة أن يتقدموا المسيرة ويرفعون الأعلام الوطنية، وكان أحدهم يخل بالحياء مع شابة كانت برفقته،ولا يتوانون في استفزاز النقابيين، وكادت استفزازاتهم تفضي إلى مايحمد عقباه، إلى أن وقع التدخل لإبعاد هؤلاء المشبوهين الغرباء، الذين تساءل الجميع عن هوية الجهة التي أمرت بانتداب هؤلاء للتشويش ليس على المسيرة، بل على الوحدة النقابية؟