قال وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة أمس الجمعة ان كل الفرضيات واردة بما فيها تنظيم القاعدة، بشأن الجهة المسؤولة عن الاعتداء الذي استهدف مقهى في وسط مراكش وأسفر عن سقوط 16 قتيلا. وأكد خالد الناصري أن «كل الفرضيات واردة بما فيها القاعدة». و شدد بالمقابل ان «التحقيق متواصل لتحديد المسؤوليات لكن في الوقت الراهن لا يمكن توجيه اصابع الاتهام لاي جهة». وكان مصدر رسمي مغربي قد أعلن عن وفاة شخصين اصيبا بجروح خطيرة في الاعتداء ليلة الخميس الجمعة لترتفع الحصيلة المؤقتة للحادث الارهابي الى 16 قتيلا. و أكد مراسل العلم بمراكش عبد الرزاق موحد أن ثمانية سياح فرنسيين قتلوا في الحادث الارهابي الناتج عن تفجير عبوة ناسفة بالطابق الأول من مطعم و مقهى أركانة المطل على ساحة جامع الفنا بالاضافة الى 3 قتلى مغاربة و سياح أخرين من جنسيات مختلفة (تونس, كندا , سويسرا , أنجلترا و هولندا وروسيا ). و23 جريحا بينهم 19 أجنبيا وأربعة مغاربة . ورجح ذات المصدر حسب المعلومات المستقاة بعين المكان أن يكون الحادث مدبرا و تم التهييء له مسبقا و هو ما يؤكده مفعول الانفجار القوي و المدمر للحقيبة المتفجرة و التي يرجح أنها كانت تحمل العبوة الناسفة . دوليا تواصلت حملة الادانة الصريحة و الواسعة للهجوم الارهابي حيث سارع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى الاتصال بجلالة الملك محمد السادس بعد الهجوم واصفا إياه ب»الشنيع والهمجي والجبان» حسب ما أفاد مسؤول في قصر الإليزيه. كما عبرت الخارجية الجزائرية عن إدانتها الشديدة للحادث الارهابي . وفي واشنطن أدانت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون «بأقوى العبارات الهجوم الإرهابي الذي قتل وجرح مدنيين في مقهى بمراكش» ووصفته كذلك بالجبان. واضافت كلينتون في بيانها «نقدم تعازينا الحارة لضحايا هذا الاعتداء ونؤكد وقوفنا الى جانب الشعب المغربي في هذه الفترة الصعبة». واوضحت ان طاقم السفارة الاميركية في المغرب يقدم مساعدته للسلطات المغربية في التحقيق الذي تجريه ويقدم «دعمه الكامل» للرباط في البحث عن منفذي الاعتداء وتحويلهم الى القضاء. وعلم أن فريقا من المحققين الفرنسيين المتخصصين في قضايا الارهاب حلوا أمس بالمغرب لتقديم المساعدة للسلطات الأمنية المغربية المكلفة بالتحقيق في الحادث الارهابي . وندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بدوره «استخدام العنف العشوائي ضد المدنيين الأبرياء» وقال بيان صدر باسمه إنه «لا يوجد هدف سياسي يبرر أو يخدم مثل تلك الأعمال الشائنة». كما أدان مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 عضوا الهجوم ب»أشد العبارات»، معربا عن تضامنه مع ضحايا ذلك «العمل الشائن»، وأسرهم. وأكد المجلس مجددا على أن «الإرهاب بكافة أشكاله ومظاهره يشكل واحدة من أخطر التهديدات على السلام والأمن الدوليين». و أعلنت وزارة الخارجية الهولندية أن هولنديا قتل واصيب اثنان اخران بجروح خطرة في الاعتداء. و ما زالت التقارير متضاربة في شأن المسؤول عن التفجير و إن كانت المعلومات المتوفرة تؤكد فرضية العمل الانتحاري خاصة في ضوء ما تردد من العثور على بطاقة هوية لأحد المسجونين السابقين في قضية أخلاقية بمكان الحادث على أن الفرضيات المتاحة تستبعد العمل الاجرامي المعزول و تتجه نحو الفعل المدبر و المنظم بالنظر الى توقيت التفجيبر و مكانه و المؤشرات التي تربطه بتهديدات سبق أن أطلقها متطرف على الانترنيت ضد مصالح المملكة .