إذا كان ضياع وتأخير واختلاط حقائب وطرود وإرساليات الحجاج والمعتمرين، شيئا مألوفاً خلال الرحلات الجوية مابين المغرب والسعودية، وخاصة عند العودة من أداء المناسك.. فإن (اختفاء!) قنينات ماء زمزم الذي يجلبه عادة الحجاج والمعتمرون، كبركة من مقام النبي صلى الله عليه وسلم، هو ما يثير فعلاً، تذمراً لدى الآلاف من المؤمنات والمؤمنين الذين يقصدون الأماكن المقدسة لغايات نبيلة تقربهم أكثر الى الله، وتحمسهم علي فعل الخير، وتجنب الشر.. إن (اختفاء!) الكثير من قنينات ماء زمزم مابين مطار جدة، ومطار طنجة (ولا أستثني مطارات أخرى) ، هو في الواقع، مساس كبير، بمصداقية شركات النقل الجوي التي تنقل الحجاج والمعتمرين، وإساءة للوكالات التي تنظم رحلات الحجيج، ونقطة سوداء في سجل المكلفين بالإشراف على المطارات، وخيانة للأمانة، بالنسبة لكل من شارك في إخفاء، أو اختلاس، أو (سرقة!) قطرة ماء من قنينات ماء زمزم، التي جمعها الحجاج والمعتمرون في شكل جرعات أثناء مدة المناسك.. إن (سرقة!) ماء زمزم، لا أعرف حكم الشرع فيها، وإن كنت أعرف قانوناً، فصول المتابعة الجرمية بالنسبة لدرجات السرقات المعروفة.. لكن أجزم بأن كل من اختلس قارورات ماء زمزم، وحرم المئات من أهالي وأقارب من التبرك بشربة منها، لا مغفرة له. بل وأن من شربها اختلاساً، فكأنما يروي بطنه ناراً وزمهريراً.. لكن الطامة الكبرى، هو أن المواطنين من الحجاج والمعتمرين وأهاليهم، عندما يتوجهون إلى المطار للسؤال والبحث عن القنينات والقارورات التي تحمل أسماءهم، لا يجدون من يرد على استفساراتهم، باستثناء شرطة المطار، التي غالبا لا يتردد عناصرها في الجواب، والتوجيه والارشاد، مع أن مهامهم، توفير الأمن، وليس حل مشاكل إدارة المطار، وشركات النقل الجوي، والوكالات. وفي انتظار ملاءمة عقلية بعض مستخدمي مطار طنجة، نقول؛ اتقوا الله في شربة ماء زمزم.!.