ما هي الموسيقى الأندلسية المغربية؟ هل هي موسيقى عربية؟ أم هي موسيقى إيبيرية؟ وهل وجد العرب عند فتحهم أرض الأندلس صحراء قاحلة بدون حضارة ولا موسيقى؟ وهل يُعقل أن نقول إنّ الأندلسيين المسلمين لم يعرفوا موسيقى الأندلسيين النصارى إلا بعد ما مزج ابن باجة النّمطين في القرن السادس للهجرة؟ وهل من المنطقي أن نبحث دومًا عن الأصول الشرقية لموسيقى الآلة في حين أنّ عددًا هائلاً من الأندلسيين كانوا ينحدرون من الشعب الإيبيري؟ هل انقطع الإيبيريون عن غناء موسيقى أرضهم وسط المسلمين إلى أن كتب الله الزوال لدولة الأندلس؟ هل استأصل المسلمون المعالم الحضارية للشعب الإيبيري من إرث روماني وإغريقي وبيزنطي وإيبيري ؟ هل خالف الأندلسيون المسلمون تعاليم الدين الإسلامي من دعوة إلى التسامح واحترام للمكونات الحضارية غير الإسلامية ما دامت لا تخالف تعاليمه؟ لماذا نفشل في الإجابة على السؤال «ما الفرق بين طبعي رصد الذيل والاستهلال»؟ وما هو الطبع؟ لماذا لا نمتلك نحن المغاربة نظرية موسيقية أندلسية قائمة بذاتها؟ لماذا يعمّ الغموض شجرة الطّبوع؟ وما معنى أنّ للموسيقى جانب روحاني؟ وهل الآلة اليوم تتميّز بالانحطاط كما يدّعي البعض؟ وأخيرًا ما حكم الشّرع الإسلامي في الموسيقى الأندلسية المغربية؟ هذه كلها أسئلة حاول المؤلف معالجتها من خلال كتاب صدر أخيرا تحت عنوان» الموسيقى الأندلسية المغربية :الآلة ،التاريخ ، المفاهيم النظرية الموسيقية» ، وهي ثمرة سنوات عديدة من الجهود والأبحاث والتجارب يقدّمها في ثلاثة فصول: - تاريخ الموسيقى الأندلسية المغربية، ويشمل الموسيقى العربية الشّرقية والموسيقى الإيبيرية والموسيقى المغربية. - مفاهيم تشكّل جزءا لا يتجزّأ من موسيقى الآلة وهي تأثير الموسيقى على الإنسان على مختلف المستويات، وموقف الإسلام من الموسيقى، وتعريفات لعناصرها و مكوّناتها، وأخيرًا مجموعة من الملاحظات حول واقع الموسيقى الأندلسية المغربية المعاصر. - نظرية موسيقية متكاملة توضّح قواعد موسيقى الآلة وقواعد طبوعها وإيقاعاتها، ترتكز على النّظرية الموسيقية لشعوب العصر الوسيطي والتي كان لموسيقاها أو لنظريتها الأثر الواضح على موسيقى المجتمع الأندلسي. وهكذا كان الهدف الأوّل من هذا الكتاب هو سدّ ثغرات كبيرة يعاني منها ميدان البحث والتنظير الموسيقي الأندلسي، وذلك قصد الإرتقاء بها إلى المستوى الحضاري الذي يليق بها، مستوى الحضارة الأندلسية المغربية والتي تشكّل مكوّنًا حضاريًا لا يمكن فصله عن الحضارة المغربية ككلّ. نشير إلى أنه سوف يتم تقديم هذا الكتاب يوم الأربعاء 27 أبريل 2011 بمدرسة الفنون الوطنية والصنائع (باب العقلة) بتطوان، وذلك في الساعة السادسة مساء.