قال الثوار في ليبيا إنهم تمكنوا من تنفيذ كمين عند المدخل الشرقي لمدينة مصراتة ، غرب البلاد ، وقتلوا أكثر من مائة من جنود كتائب العقيد معمر القذافي، وأسروا أكثر من أربعين آخرين، في حين أدى قصف الكتائب للمدينة إلى مقتل سبعة مدنيين وجرح 120 آخرين. وقد حاصر الثوار قوة من كتائب القذافي وسط شارع طرابلسبالمدينة ، وأعطبوا دبابة تابعة لها. كما أضرموا النار في بناية يختبئ بها قناصة، وقالوا إنهم قتلوا بعضهم. وكان الثوار -الذين يطالبون منذ 17 فبراير الماضي بتنحي القذافي- قد تمكنوا ، الأربعاء ، من القضاء على فلول تابعة للكتائب عند مدخل شارع طرابلس قرب الطريق الساحلي. وقال أحد شباب ثورة 17 فبراير إن الكتائب تقصف عشوائيا بصواريخ «غراد» ومدافع «الهاون» والدبابات بعدما أجهضت محاولاتها لدخول المدينة. وقالت اللجنة الطبية في مدينة مصراتة إن 7 مدنيين ليبيين قتلوا وجرح 120 خلال قصف نفذته كتائب القذافي على شارع طرابلس وسط المدينة. في هذه الأثناء ، قال التلفزيون الليبي الحكومي إن سبعة أشخاص قتلوا وأصيب 18 آخرون بجراح في غارة جوية على منطقة خلة الفرجان بالعاصمة طرابلس. ونقل التلفزيون عن مصدر عسكري قوله "تعرضت منطقة خلة الفرجان بمدينة طرابلس إلى قصف العدوان الاستعمار الصليبي بأربعة صواريخ، ونتج عن القصف مقتل سبعة وجرح 18 آخرين". ولم يمكن التأكد من صحة النبأ من مصدر مستقل. وأعلن قيادي بارز في المجلس الوطني الانتقالي أن الثوار لن يعترضوا على نشر قوات أجنبية بهدف حماية المدنيين في مصراتة. وقال عبد الحفيظ غوقة ، نائب رئيس المجلس والمتحدث الرسمي باسمه في مؤتمر صحفي ببنغازي، "إذا كان من الضروري الحصول على مساعدات إنسانية أو إيجاد مناطق آمنة للمدنيين، فإن انتشار الجنود الأجانب هذا سيغطيه قرار الأممالمتحدة رقم 1973". لكنه أشار من مدينة بنغازي ، شرق ليبيا ، إلى أن الثوار لا يريدون أن يقاتل الجنود الأجانب على الجبهة ضد قوات معمر القذافي. وجاءت تعليقات غوقة في الوقت الذي أعلنت فيه فرنسا وإيطاليا عن إرسال خبراء عسكريين لمساعدة الثوار في شرق ليبيا بعد يوم من إعلان الحكومة البريطانية عزمها القيام بنفس الإجراء. وفي غرب ليبيا أيضا ، تحدث ثوار وشهود عيان عن 110 أشخاص قتلوا خلال 48 ساعة -بينهم ثوار ومدنيون- في قصف نفذته كتائب القذافي في جبل نفوسة الذي تسكنه أساسا قبائل أمازيغية. وفي المنطقة نفسها ، واصلت كتائب القذافي قصف مداخل مدينة نالوت، حيث كان سبب الإصابات حسب الأطباء قنابل عنقودية، وهي قنابل ينفي نظام القذافي استعمالها. وفي بني وليد غربا كذلك، دمر الثوار قافلة آلياتٍ متجهة إلى سرت لإمداد كتائب القذافي بالوقود. أما شرقا ، فتشهد أجدابيا التي خرجت عن سيطرة كتائب القذافي بعد معارك كر وفر استمرت أسابيع، استعدادات للثوار للانطلاق إلى مناطق أخرى. وحسب مصادرإعلامية، فإن الثوار سيتقدمون ببطء وحذر نحو مدينتي البريقة وراس لانوف تحسبا لكمائن تنصبها لهم كتائب القذافي. من جانب آخر، قال الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي إنهما يدعمان المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا كمحاور شرعي يمثل تطلعات الشعب الليبي. وفي بيان مشترك بعد الاجتماع الوزاري الخليجي الأوروبي السنوي، الذي اختتم أعماله في أبو ظبي، دعا الجانبان إلى وقف فوري وفعلي لإطلاق النار في ليبيا، وشددا على أن نظام القذافي قد فقد شرعيته. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية والدفاعية الأوروبية ، كاثرين آشتون ، في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، إن الدول الأوروبية والخليجية مصمّمة على العمل من أجل انتقال سريع للسلطة في ليبيا.