تتواصل بمدينة أجدابيا ، شرق ليبيا ، معارك ضارية بين الكتائب الأمنية التابعة للقذافي والثوار الذين يطالبون منذ 17 فبراير الماضي بتنحيه عن الحكم، بينما قصفت قوات التحالف الدولي، التي يقودها حلف شمال الأطلسي ، موقعا لقوات القذافي في مصراتة ، غرب البلاد. ونقلت وكالات أنباء دولية عن مصادر طبية قولها إن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب تسعة آخرون في معارك عنيفة بأجدابيا، التي يقطنها نحو 150 ألف نسمة، نزح العديد منهم إلى مناطق أكثر أمنا. وقال الثوار، الذين وصلتهم تعزيزات من الشرق، إنهم بسطوا سيطرتهم على معظم أحياء المدينة وحاصروا مجموعة تابعة للنظام هناك وأسروا عددا من جنودها. في نفس السياق ، نقلت مصادر صحفية بعين المكان عن ناطق باسم الثوار بمصراتة قوله إن ثلاثين منهم قتلوا خلال هجمات كتائب القذافي على المدينة ، وأضاف أن هذه القوات هاجمت مصراتة من ثلاثة مداخل قبل أن يصدها الثوار. وكان الثوار قد خاضوا معركة ضارية مع القناصة، وقالوا إنهم سيطروا على جزء كبير من شارع طرابلس في مصراتة ، وقطَعوا الإمدادات عن القناصة. كما تقول أنباء إنّ نحو خمسين جنديا من الكتائب قد سلّموا أنفسهم للثوار بالمنطقة المعروفة بزاوية المحجوب في ظلّ تراجعٍ في أعداد الجنود في الشوارع. و بثت وزارة الدفاع البريطانية صورا قالت إنها تظهر عمليات قصف نفذتها مقاتلة بريطانية من طراز «تورنيدو» ضد أربع دبابات تابعة للقذافي عند مشارف مصراتة. وتأتي هذه العمليات الدولية ضد قوات القذافي بعد انتقادات واسعة وجهها مدنيون وثوار في ليبيا إزاء ما اعتبروه تباطؤا من قبل الحلف الأطلسي في حماية المدنيين بمصراتة من هجمات كتائب القذافي. وقال متحدث من الثوار إنهم يشعرون بتغيير إيجابي في موقف الحلف بعدما قصفت طائراته مواقع لقوات القذافي بمصراتة، وكثفت ضرباتها الجوية لقواته المدرعة خلال الساعات الماضية. ويندلع القتال بين الثوار وكتائب القذافي على عدة جبهات أخرى، ففي يفرن بالجبل الغربي ، قصفت قوات القذافي المدينة بثلاثة صواريخ من طراز «غراد» سقط أحدها على مركز الدرن بمستشفى المدينة ملحقا به أضرارا بالغة. كما تعرضت الجبهة الشمالية لمدينة الزنتان لقصف كثيف من قوات القذافي انطلاقا من الجبل. وقُصفت مدينة الرجبان القريبة ، والزنتان أيضا انطلاقا من داخل معسكر الذخيرة بمنطقة القاعة. وما زالت كتائب القذافي تحاصر مدينة زوارة بالشمال الغربي وعزلها عن العالم الخارجي، في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية بتناقصِ المواد الغذائية والطبية ومياه الشرب.