عرف مجلس مقاطعة اسباتة صراعا مجموعتين، مجموعة المستشارة المسؤولة عن مصلحة حفظ الصحة ومجموع الموالين للرئيس حول التغيير الذي أحدثه هذا الأخير في أوساط الموظفين التابعين لهذه المصلحة لصالح مصلحة أخرى لا تقل أهمية من الأولى. احتجاج الموالين للمستشارة المذكورة أعلاه على الرئيس، أثار غضب أنصاره وشهدت رحاب المجلس خصاما حادا بين عناصر الأغلبية المصطنعة كان سيؤدي إلى ما لا يحمد عقباه. المشكل لم يقف عند هذا الحد، بل ترتب عنه اتهامات من طرف الجانبين بسبب الشبهات التي تحوم حول الرئيس من خلال تحيزه لجهة دون أخرى و التلاعب في الأدوية التي شهدتها مصلحة حفظ الصحة، ومن جانب أخر طغيان الرئيس وأعوانه التي أدت بهذه المجموعة إلى التفكير في حرمان السكان من الخدمات الاجتماعية، التي تؤديها مصلحة حفظ الصحة. وتساءل سكان مقاطعة اسباتة عن الأسباب الحقيقية التي أدت برئيس مقاطعة اسباتة إلى الموافقة لإسناد للمستشارة عضو المجلس رئاسة لجنة موضوع النقاش وما سر سكوته عن تصرفاتها ومن معها في حق المواطنين كل هذه المدة و ما هي الخلفية الحقيقية من وراء انقلابه عن المستشارة و أنصارها ؟ أم أن الأمر هو نتاج حسابات خاطئة للرئيس لا علاقة لها بالمصلحة العامة للسكان ولا تقيم وزنا للضمير الجماعي الذي يفتقد له الرئيس منذ انتخابه كعضو في المجالس السابقة ، المناسبة التي أدت إلى تورطه في عدد من ملفات الفساد،فمن الصعب على مثله أن يكون له ضمير جماعي يدفعه إلى إعادة الأمور إلى نصابها السليم بعد تورطه في السلوك المتبع داخل المصالح التابعة للمجلس. وإذا كان الرئيس يتمتع بالنزاهة فلماذا يسكت عما يقع داخل عدد من المصالح التابعة للمقاطعة من استهتار بالمسؤولية والاتجار في مصالح المواطنين في واضحة النهار وبتدخل من طرف عدد من المستشارين والموظفين المفسدين؟ تحوم حول الرئيس ومجموعته التي تتصرف في الأدوية لفائدة فئة ميسورة بطريقة مشبوهة جدا، سئلة كثيرة سيجيب عنها المستقبل. الواضح للجميع هو أن الأزمة التي فجرتها الأدوية المخصصة للمواطنين دوي الدخل المحدود داخل مجلس مقاطعة اسباتة ستؤدي إلى صراعات جديدة داخل المجلس وبالخصوص إذا ما عزم الرئيس على تحدي عدد من المستشارين وفرض موظفين داخل عدد من المصالح رغم الشبهات التي تحوم حولهم. الغريب في أمر الرئيس هو سلوكه الشاذ مع المستشارة المذكورة ينهجه مع مستشارة أخرى طالها التهميش واللامبالاة رغم تصريحها بذلك داخل إحدى دورات المجلس لا لشيء إلا لكونها من المعارضة وكل ما سنحت لها الفرصة إلا وقامت بفضحه ومن معه.