انطلقت منذ يوم الأحد الماضي بالجزائر تحت قيادة الجيش الوطني الجزائري مناورات عسكرية متعددة الجنسيات تعتبر الأولى من نوعها وتجري بمشاركة أربعة بلدان من الضفة الشمالية لحوض المتوسط وهي فرنسا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا وأربعة بلدان من الضفة الجنوبية وهي الجزائر البلد المستضيف والمغرب وليبيا وتونس. وكانت طوافات من تونس وإيطاليا وإسبانيا قد وصلت إلى الجزائر بيد أن فرنسا اختارت أن تشارك في هذه المناورات بفرقاطة من طراز «أفيسو» وإيطاليا بطوافة «ديغالا فولكوزي» مزودة بمروحية على متنها وإسبانيا بطوافة عرض البحر «ديسكوبييرتا» وتونس بطوافة من نوع «مقاتلة III»، كما تشارك البرتغال وليبيا في هذه المناورات بإرسال ضباط بيد أن المغرب أرسل الفرقاطة المغربية «الحسن الثاني» المزودة بمروحية على متنها ، في حين ارتأت الجزائر المشاركة بالسفينة المدرسة (الصومام) والسفينة الخافرة 903 والسفينة قاذفة الصواريخ 802 والطرادة قاذفة الصواريخ 353 وطائرة حراسة بحرية وطائرة سي 130. وتندرج هذه المناورات التي سميت «أل ميد» في إطار مبادرة دفاع «5 + 5 دفاع»، وأكدت مصادر أن هذه المناورات تهدف «تعزيز التعاون في مجال العمليات بين القوات البحرية الوطنية والقوات الأخرى» . والواضح أن هذه التمرينات الحربية الفعلية تجري بخلفية أمنية صرفة تتمثل في تقزيم خطر المجموعات الإرهابية المتطرفة التي اتخذت من منطقة شمال المغرب العربي أحد أهم معاقلها. والملاحظ أن هذه المناورات مكنت المغرب والجزائر من احتكاك حربي مباشر أخذ وجه تعاون عسكري حقيقي، وما كان لهذا الأمر أن يتحقق على الإطلاق لولا أنه تم في إطار تعاون إقليمي.