من حق الجماهير الرياضية أن تتخوف على مصير المنتخب الوطني من الآن بحكم تواتر معطيات متعددة مقلقة للغاية، فالمدرب الوطني فتحي جمال الذي كلف مؤقتا بتدبير شؤون المرحلة إلى حين وصول المدرب الفرنسي روجي لومير أعلن عن استقالته من المهمة مباشرة بعد مباراة يوم السبت المقبل، وعدد كبير من اللاعبين المحترفين اختلقوا أكثر من سبب للتغيب عن المباريات الثلاث التي جرت لحد الآن حفاظا على سيقانهم اللينة التي قد لا تحتمل الخشونة الإفريقية؛ ثم الصورة الباهتة التي ظهر بها المنتخب الوطني لحد الآن والتي توجها بالهزيمة المذلة أمام منتخب رواندا المتواضع السبت الماضي. إلا أن أهم عامل يبعث على التخوف والقلق هو ما أقدمت عليه الفيفا يوم الاثنين الماضي من تعديلات على نظام التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا ولمونديال 2010، حيث تنص هذه التعديلات التي تم الإعلان عنها رسميا يوم الثلاثاء الماضي على أن أصحاب المراكز الأولى في المجموعات الإثني عشر إضافة الى ثمانية أحسن فرق سيتأهلون مباشرة الى الدور الموالي الخاص بالتصفيات المتعلقة بكأس العالم ليشكلوا بذلك عشرين فريقا يوزعون على خمس مجموعات يتأهل منها المحتل للصف الأول في كل مجموعة إضافة الى جنوب إفريقيا البلد المنظم، بيد أن الثلاثة الفرق التي تحتل المراتب الأولى في كل مجموعة تتأهل الى كأس افريقيا ويصبح عدد الفرق المؤهلة 15 يضاف إليها الفريق الأنغولي البلد المنظم. وركزت التعديلات على كيفية احتساب النقاط حيث أن صاحب المركز الثاني في المجموعات المشكلة من أربعة منتخبات مجبر على احتساب نقاط مبارياته مع صاحبي المركزين الأول والثالث فقط، بيد أن ما حصل عليه مع الفريق الرابع سيصبح ملغيا. هذا هو بيت القصيد، فهل يقبل الجمهور المغربي أن يحتل منتخبه الوطني الرتبة الثانية بعد الفريق الرواندي ليدخل في حسابات دقيقة جدا مع منافسين آخرين يتوفرون على أحسن الحظوظ في مجموعات أخرى أقل قوة. هذا ما جنته براقش على نفسها و أهلها بعد الهزيمة المذلة أمام رواندا والتي لايمكن تجاوزها حتى بالفوز عليها، في مباراة الإياب، لأنه في تلك الحالة سيتم الإلتجاء الى النسبة العامة.