تعرف تافيلالت نشاطا كبيرا على مستوى انتعاش العمل الجمعوي بداخلها؛ إذ تقوم جملة من الجمعيات بأنشطة مختلفة يصب جزء كبير منها في خدمة البئة الفلالية، سواء على مستوى تنظيف المسالك المائية، وقنوات السقي داخل واحتها، أو ما يرتبط بصيانة بعض المعالم الأثرية وخاصة القصور والقصبات، أو ما يتعلق بإقامة أنشطة ثقافية تعرف بالمخاطر المحدقة بالشأن البيئي الفيلالي، مثل خطر التصحر والجفاف، وزحف الرمال والتعمير على الأراضي الصالحة للزراعة والمجال الأخضر عامة، إضافة إلى ملوحة التربة، وكيفية تدبير النفايات والمطارح الخاصة بالريصاني؛ لكن اللفت في هذه الأيام، هو قيام بعض الجمعيات بتأطير البراعم والصغار، وتمكينهم من وعي بيئي سليم، عبر طرق حديثة ومعبرة، منها على الخصوص توظيف الفن التشكيلي في خدمة الشأن البيئي، كما تفعل جمعية الفنانين المبدعين العصاميين للتنمية والثقافة بالريصاني برئاسة الفنان آيت رابح الحسين، بدعم من المجلس البلدي، حيث نظمت مجموعة من الأوراش الفنية ذات مضامين بيئية لفائدة الناشئة. وتهدف هذه الأنشطة الفنية إلى تشجيع المواهب للانفتاح على هذا المجال، والمساهمة في نظافة مدينة الريصاني والحفاظ على جماليتها، عن طريق وضع جداريات في واجهات المدينة، وفي شوارعها الرئيسة، مما جعل المتجول في هذه المدينة يستكشف جزءا من ذاكرتها وعمقها الحضاري وطبيعتها الخلابة من خلال هذه الجداريات، وما يتخللها من رسوم وأعمال تشكيلية غاية في البهاء والجمال والدقة الإبداعية، مع ما تعكسه من خلفيات للبراعم والأطفال الذين شكلوها، وتفانوا في إخرجها إلى العموم على أكمل وجه. يهدف منظمو هذه الأنشطة إلى جعلها رافدا من الروافد التبوية والبداغوجية االحاملة لمضامين بيئية تسهم في تعزيز الرؤى والتصورات التي جاء بها الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، كما يعتزم القائمون عليها تعميمها على مناطق أخرى، حتى يصبح الفن التشكيلي أهم اداة لتربية ذوق بيئي سليم للصغار كما للكبار.