... لم تبق الا أربع مراحل ويسدل الستار على طواف المغرب لسباق الدراجات في دورته الرابعة والعشرين ، بمرحلة اليوم المبرمجة بين مدينتي خنيفرة وفاس على مسافة 164 كلم ، التي تعتبر واحدة من المراحل الصعبة المميزة لطواف المغرب لهذه السنة ، والتي بامكانها أن توضح أكثر مصير لقب هذه السنة ، في ظل وجود أكثر من منافس على القميص الأصفر من ضمنهم البطل المغربي عادل جلول ، الذي يعرف جيدا مسار هذه المرحلة ، باعتباره ابن المنطقة ويحفظ عن ظهر قلب كل المرتفعات والمنعرجات التي تميز مرحلة اليوم . ولا شك في أن فوز بطلنا عادل جلول بالمرحلة ، وبالتالي الانقضاض على القميص الأصفر ، لا بد أن يمر بتكاثف جهود باقي أعضاء المنتخبات الوطنية ، وخصوصا أعضاء المنتخب الأول الذين تأثروا لخروج زميلهم عبد العاطي سعدون مكرها بفعل الكسر الذي تعرض له في يده خلال مرحلة أولاد برحيل ? ومراكش عبر مرتفعات تزينتاست الصعبة ، مما سيكون له تأثير على تنقيط هذا الدراج ، وعلى نفسية الدراجين وتركيزهم على ما تبقى من مراحل ، التي نتمنى أن تكون في مصلحتهم وبالتالي مصلحة المغرب الباحث عن النقط المؤهلة لأولمبياد لندن 2012 ... وعلى كل حال فطواف المغرب اشتعل الآن خصوصا بين المغاربة والجنوب افريقيين ، والأكيد أننا سنتابع مراحل مثيرة نتمناها أن تنتهي لفائدة العناصر الوطنية. بعيدا عن هذا وقبل استعراض أهم ما ميز المرحلة الخامسة من طواف المغرب والتي ربطت بين مدينتي مراكش وأزيلال على مسافة 174 ، لا بد من البدء بتصريح أدلى به المدرب محمد بلال عقب نهاية هذه المرحلة قال فيه على الخصوص : لقد قلنا لاسماعيل العيون الذي خرج في محاولة ناجحة منذ الانطلاقة من مدينة مراكش ، في وقت من أوقات السباق بضرورة رفع الايقاع والهروب عن الدراجين التركيين كارا غوبير واسماعيا أكسوي ، خصوصا عندما كان الفارق عن الكوكبة قد ارتفع الى أربع دقائق وأربعين دقيقة ، لكنه انساق مع الايقاع الذي فرضه الدراجان التركيان ، وبالتالي أضاع فرصة تحقيق الفوز بالمرحلة التي كان بالامكان أن تكون مغربية لولا قلة التجربة ... وكانت المرحلة قد شهدت تنافسا قويا بين العناصر المغربية والجنوب افريقية من أجل زعامة القارة السمراء في الترتيب العام الذي يصدره الاتحاد الدولي لسباق الدراجات ، وبالتالي ربح نقط ثمينة كفيلة بالتأهل للألعاب الأولمبية بلندن وبطولة ، وهكذا فمنذ الانطلاقة من مدينة مراكش قاد كل من: المغربي اسماعيل العيون والتركيان اسماعيا أكسوي وكارا غوبيك المبادرة بتشكيل ثلاثي قاد الكوكبة واستمر في ذلك في كل النقط التي عبرتها قافلة الطواف ، في حين ظل صاحب القميص الأصفر ومنافسوه في مقدمتهم عادل جلول يراقبون بعضهم البعض الى أن دخلوا خط النهاية... التي دخلها في الرتبة الأولى الدراج التركي أيوب كارا غوبير من فريق «كونيا تركي زيكير سبور» قاطعا مسافة السباق في زمن قدره 4 س و 7 د و12 ث، متقدما بالسرعة النهائية على إسماعيل أكسوي الذي ينتمي لفريق «بريزا سبور»والبلغاري دانييل أندونوف بيتروف ،المنتمي لفريق «كونيا تركي زيكير سبور» .فيما عاد المركز الرابع للدراج المغربي إسماعيل العيون ، من المنتخب الأول ، بالتوقيت ذاته . وفي أعقاب هذا الفوز قال أيوب كارا غوبيز انه سعيد بما حققه من تتويج ، مضيفا أن السباق كان قليل الصعوبة قياسا بمرحلة أولاد برحيل ومراكش ، منوها في نفس الوقت بحدة التنافس الذي ميز الكيلومترات الأخيرة من السباق . أما صاحب القميص الأصفر الجنوب افريقي ... جوهان ربي فقال : ان المرحلة كانت مغايرة عن المرحلة السابقة من حيث بعض المرتفعات والرياح الجانبية ، ومن حيث الحيطة والحذر من جانب صاحب القميص الأصفر الذي ينتمي للفريق الجنوب افريقي ، اذ منذ الكيلومترات الأولى انسلت مجموعة صغيرة من المتسابقين ظلت مجتمعة بالرغم من بعض محاولات الانسلال خصوصا من طرف كارا غوبير ، ولكنها باءت بالفشل نظرا لاصرار كل واحد من المتسابقين على عدم الوقوع في المحظلا ، وظل الوضع على هذه الحال الى خط الوصول . الذي شهد مرة أخرى التتويج بفضل السرعة النهائية . أما فيما يخصني فان فريقي اشتغل جيدا خلال مرحلة اليوم مما سمح لي بالاستمرار في المقدمة حتى الآن. وعلى العموم فلم تعرف صدارة الترتيب العام للدورة عقب المرحلة الخامسة بين مدينتي مراكش وأزيلال على مسافة 17 أي تغيير حيث مايزال الدراج الجنوب الإفريقي يوهان رابي يحتكر القميص الأصفر بعدما استطاع احتلال المركز الخامس في المرحلة بتوقيت 4 س و07 د و12 ث والتي عاد الفوز فيها للتركي كارا غوبيك إيوب بتوقيت 4 س و07 د و12 ث متقدما على إسماعيل أكسوي والبلغاري أندونوف بيتروف دانيال والمغربي إسماعيل العيون من المنتخب الوطني الأول بنفس التوقيت والذي قام بالمناسبة بسباق من المستوى الجيد الا أنه انهزم كباقي زملائه بالسرعة النهائية . وتعليقا على ذلك قال اسماعيل العيون : إنه كان يأمل في الفوز بهذه المرحلة التي لم تكن صعبة للغاية بالرغم من الرياح الجانبية التي شهدتها مرتفعات تانانت , مضيفا أنه كان يصارع التركيين كارا غوبيك وآكسوي بمفرده قبل أن يلتحق بهم البلغاري أندونوف في غياب أي مساندة من زملائه في المنتخبات الوطنية الأخرى الذين ظلوا في الكوكبة المطاردة. ومعلوم أن جوهان رابي يتصدر الترتيب العام بمجموع 19 س و47 د و04 ث متقدما على مواطنه إيمبي داريل و عادل جلول بالتوقيت ذاته , في حين يحتل حسن زهبون بتوقيت 19 س و48 د و02 ث و سفيان هديبتوقيت 19س و50 د و35 ث على التوالي المركزين السادس والسابع. فيما حل طارق الشاعوفي في المركز الرابع في الترتيب الخاص بأحسن متسلق بمجموع عشر نقط ، الذي حافظ فيه الإيطالي سيزارو روبيرتو على المركز الأول بمجموع 15 نقطة ، متقدما على الجنوب إفريقي جانس فان رينسبورغ بمجموع 13نقطة يليه السلوفاكي ماهدار مارتان ب 12 نقطة . أما إسماعيل لعيون فاحتل المركز الخامس بمجموع ثماني نقط أمام الجزائري عز الدين لاغاب بست نقط.