بدأت مروحيتان عسكريتان يابانيتان في إلقاء المياه على مفاعل محطة فوكوشيما المعرضة لخطر الانصهار النووي جراء الزلزال الذي ضرب البلاد يوم الجمعة الماضي، وموجات المد العاتية (تسونامي) التي أعقبته. وألقت المروحيتان المياه على حوض خزان الوقود في المفاعل الثالث بمحطة "فوكوشيما 1" الذي ترتفع درجة حرارته بشكل كبير للغاية، مع العلم أن ارتفاع مستويات الإشعاع أجل خططا لضخ المياه إلى المفاعل. ويستهدف هذا الضخ تبريد قضبان الوقود النووي في المفاعل الذي يتسرب منه الدخان والبخار نتيجة تعرضه مع مفاعلات أخرى في المحطة لأضرار بعد انفجارات وحرائق سببها الزلزال وموجات تسونامي. وقال مسؤولون يابانيون إنهم يسعون لمنع انصهار أجزاء من المفاعلات حيث سيتسبب ذلك في كارثة نووية كبيرة. ويأمل المسؤولون في عودة نظم التبريد في المفاعلات قريبا. يذكر أن 28 ألف شخص أجبروا على مغادرة منازلهم إلى مناطق أخرى لتجنب تعرضهم لتسرب إشعاعي محتمل من محطة فوكوشيما رقم 1 النووية. لكن الكثير من مراكز الإيواء المؤقتة التي تم إنشاؤها في المنطقة ، أصبحت بالفعل مزدحمة للغاية، بحيث لا يمكنها قبول أي قادمين جدد. يأتي ذلك في الوقت الذي حذر فيه مسؤولون أميركيون مما سموه خطرا متزايدا لتسرب إشعاعي كارثي من قضبان الوقود المستنزف. كما قال سيرغي كيرينكو ، رئيس هيئة الطاقة النووية الروسية المسؤول عن أغلب المنشآت النووية المدنية والعسكرية المتبقية من العهد السوفياتي, إن الأزمة النووية اليابانية قد تتطور إلى أسوأ السيناريوهات, مشيرا إلى أن السخونة المفرطة في المفاعلات تظهر أن الأزمة تتصاعد الآن. من جهة أخرى، يواصل المجتمع الدولي تحركاته من أجل مساعدة اليابان على تجاوز هذه الكارثة التي سببها الزلزال الذي تسبب في وفاة أكثر من 5 آلاف قتيل بالإضافة إلى حوالي 9 آلاف مفقود. في هذا الصدد يوجد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ، يوكيا أمانو، بطوكيو، للاطلاع على الوضع عن كثب، والبحث مع المسؤولين اليابانيين عن الكيفية التي يمكن أن تساعد بها وكالته. وقال أمانو وهو ياباني- إنه سيدعو، بعد عودته، من اليابان، مجلس حكماء الوكالة الذرية للاجتماع لبحث الوضع في اليابان، مشيراً إلى أنه يجب على خبراء الوكالة أن يتوجهوا إلى هناك بأسرع وقت ممكن. ووصف مدير الوكالة الذرية الوضع في المحطة بأنه "خطير للغاية", لكنه شدد في الوقت نفسه على أنه "لم يحن وقت القول إن الأمور قد خرجت عن السيطرة". من جهته، تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما بتقديم كل أشكال الدعم لليابان للتغلب على أزمتها الحالية، وذلك خلال حديث هاتفي مع رئيس الوزراء الياباني، ناوتو كان. على صعيد آخر، دعت العديد من الدول رعاياها إلى مغادرة اليابان بسبب الوضع في محطة فوكوشيما المعرضة لخطر الانصهار النووي. ومن بين هذه الدول الولاياتالمتحدة وأستراليا والنمسا والجزائر وألمانيا وروسيا وغيرها. لكن وزارة الخارجية اليابانية دعت دول العالم إلى الهدوء بعد هذه التحذيرات.