تحول الاعتصام المفتوح الذي كان يخوضه منذ أواخر الشهر المنصرم متقاعدو وأرامل المجمع الشريف للفوسفاط وأبنائهم أمام مقر الإدارة المحلية للمجمع بخريبكة من أجل ضمان حق أبنائهم في الشغل بهذا الأخير إلى أحداث شغب وتخريب أكدت مصادر متعددة أن أسبابه جاءت وفق أجندة محددة ومن خارج المعتصمين الذين ظلت مطالبهم مشروعة طيلة حوالي 20 يوما، وكانت من مخلفات هذه الأحداث أنها تطورت إلى مواجهات مباشرة بين المحتجين والقوات العمومية وصلت إلى إضرام النار في جناح من إدارة قسم المعالجة وإحراق وتخريب مجموعة من السيارات الخاصة والتابعة للمجمع الشريف للفوسفاط ورشق مختلف الواجهات الإدارية بالطوب الإسمنتي والحجارة مما أدى إلى تكسير الأبواب والنوافذ وقد ولج المتظاهرون إلى داخل المكاتب الإدارية وقاموا بإتلاف الوثائق والملفات وكذا تخريب وتكسير الحواسيب وتجهيزات مكتبية أخرى حيث أسفرت هذه الأحداث إلى جانب ما ذكر عن إصابة مجموعة من الأشخاص من المحتجين ورجال الأمن من بينهم رئيس المنطقة الأمنية الذي تم نقله على وجه السرعة إلى قسم الإنعاش بالمستشفى الإقليمي الحسن الثاني بخريبكة حيث عمدت القوات العمومية إلى تفريق المحتجين عن طريق استعمال القنابل المسيلة للدموع كما تم اعتقال مجموعة من المشتبه فيهم قصد التحقيق معهم والتأكد من هويتهم، علما أن هذه الأحداث لم تخلف وفيات كما روجت لذلك بعض المصادر. واستمر الوضع على هذا الحال إلى حدود الساعة الثامنة مساء حيث عاد الهدوء إلى المدينة وتجمع المعتصمون من جديد أمام مقر الإدارة المحلية مطالبين بضرورة فتح باب التشغيل في وجه أبنائهم وإطلاق سراح المعتقلين.