جمعية الأيادي البيضاءبالقنيطرة تتبنى حالة الاسرة وتوجه نداء الى مؤسسات التضامن والخير لمساعدة العائلة التي اجتمع عليها المرض والفقر تعيش أسرة قاطنة بحي السعادة بمدينة سيدي يحيى الغرب ضاحية القنيطرة ،مأساة لا مثيل لها وخارجة عن المألوف جراء تعرضها لداء ناذر أقعد أربعة أفراد منها ،وجعلهم غير قادرين على العيش بطريقة طبيعية..وأصيب بهذا الداء كل أبناء هذه الأسرة عند بلوغهم سن 18 سنة ..في الأول داهم البنت البكر نعيمة وهي من مواليد سنة 1982 ،ثم الأصغر منها محمد من مواليد 1984 ،ثم سفيان مزداد سنة 1987 ،والأخير سعيد الذي ازداد سنة 1992..وهكذا فقد تحول الأمل في حياة سعيدة وطبيعية الى كابوس ومأساة ويأس ..ووجدت الأم نفسها في مواجهة قدر لا يرحم ، إذ عليها أن توفر كل الأشياء الضرورية لعيش أبنائها المعاقين ،فهي تقوم بإطعامهم ،ومساعدهم على تنقلهم لقضاء حاجاتهم الطبيعية أحيانا حاملة إياهم على الأكتاف والأدرع، متحملة معهم ووالدهم الآلام الجسدية والنفسية في صمت ورضى بالقدرالذي كان قاسيا على الوالدين مثلما كان قاسيا على الأبناء .. حاول الاب والأم رغم ما يتطلبه ذلك من تضحيات وجهود مادية معالجة فلذات أكبادهم ،عرضوهم على الأطباء في مستشفى ابن سينا بالرباط ،وجاء التشخيص صادما وسبب كثيرا من الالم واليأس لكل أفراد الأسرة..ومما جاء فيه ان الداء وراثي ويصيب الجهاز العصبي ويجعله غير قادر على القيام بوظيفته ،وعادة ما ينجم عن زواج بين أقارب ينحدرون من سلالة واحدة ، والغريب ان الوالدين غير مصابين بهذا الداء ، ومن أعراضه عجزالمصاب على الحركة والنطق ، و عدم القدرة على الإعتماد على النفس ..والآمال في الشفاء منه منعدمة باستثناء الإبن الأصغرالذي أصيب مؤخرا، وحسب جمعية الأيادي البيضاء التي تبنت قضية هذه الأسرة فإن الأدوية التي يستعملها الأفراد المصابون لا تشفيهم من المرض ،لكنها تخفف عنهم الآلام الناجمة عنه ،غير انه مكلف ولا طاقة للإسرة على اقتنائه ..والجانب الإجتماعي في هذه المأساة هو الأكثر سوادا ومأساوية ،فقلة الإمكانيات حولت حياة هذه الأسرة الى جحيم لا يطاق ..وكما يقال من ان المصائب حين تاتي، تأتي مجتمعة ،فإنه لسوء الحظ فقد تعرض الأب الى حادثة سير جعلته هو أيضا غير قادر عن العمل ،ولا يتوفر على ضمان اجتماعي أو تأمين ، فغدا هو أيضا في وضعية المعاق .أما الأم التي فرضت عليها الظروف ان تعيل أسرتها ،فقداضطرت أمام تزايد الأعباء الى البقاء في البيت لمساعدة الأبناء والتخفيف من عذاباتهم ،لذلك فإن المأساة الحقيقية لاتكمن فقط في ان هذه الأسرة لا تجد وسائل العيش الضرورية ، بل أيضا تعوزها الإمكانيات لمساعدة أفرادها المعاقين ،الذين هم في حاجة الى عناية خاصة من رعاية على مدار الساعة ، وطعام ودواء وترويض ..والأدهى من ذلك ان هذه الأسرة لا تجد المال الكافي لتسديد واجبات الكراء ، لذا فهي مهددة بالإفراغ وعرضة للتشرد في الشارع.. وأفادت جمعية الأيادي البيضاء ان الأسرة تعيش على إعانات المحسنين لكنها غير كافية بالمرة ،وأكدت انها حاولت التدخل لدى المسؤولين في المجلس البلدي لكن هؤلاء لم يبالوا..والخلاصة ان هذه الأسرة في حاجة الى دعم ومساندة ، فهي بمفردها غير قادرة على مجابهة تداعيات هذا المرض وتكاليفه ، ولا تتوفر على الإمكانيات والوسائل لتخفيف معاناة أفرادها ، وهي تأمل ان تمتد لها يد العون من المجتمع المغربي، الذي مازال يحافظ على القيم الإسلامية المبنية على التضامن والتآزروالإحساس بضعف ومعاناة الآخرين،كما تتطلع على الخصوص الى ان تبادر المؤسسات الإجتماعية الى كفالة هؤلاء الشباب والتخفيف من معاناتهم ومأساتهم..فهل من مجيب ؟؟